قال مستشار رئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الارياني ان ثورة الشباب التي أطاحت بنظام الرئيس السابق " قد أحدثت تغييرا هائلا في النظام السياسي و ربما الاجتماعي في اليمن، ونجحت في جعل التغيير أمرا حتميا ولا بد لنا أن نصل إلى مرحلته النهائية بأمان " . وأكد أن اليمن شهد تغيرا في مساره السياسي بناء على معطيات اجتماعية، وانه لا بد من المضي في مسار التغيير الآمن كون الجميع مطالب بان يتغير من اجل ان يعيش عيشا هنيئا وآمنا في المستقبل. وأضاف الارياني خلال افتتاحه اليوم الأربعاء بصنعاء ندوة " الحوار الوطني .. أهميته .. مرجعياته .. محاوره " التي تنظمها على مدى يومين مؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية وجامعة المستقبل " ان الربيع العربي في اليمن كان فريدا كونه حقق التغيير بطريقة ديمقراطية وسلسلة بعيدا عن انهار الدماء و ركام الدمار، وان الحكمة اليمنية انتصرت في هذا الباب بشهادة الجميع، موضحا ان اليمنيين يتطلعون الى اختيار نظام اكثر تشاركا واعدل بما يحفظ لليمن وحدته وامنه واستقراره ،حسب وكالة سبأ. وعبر مستشار رئيس الجمهورية عن سعادته بافتتاح أعمال الندوة وما سيتم فيها من مداولات ذات قيمة هامة سواء بالنسبة للمشاركين فيها أو لمؤتمر الحوار الوطني الشامل القادم، كون القضايا التي ستناقش تحتاج إلى إيضاح وتفسير بعيدا عن التخرصات التي تدور في أذهان الناس وبعيدا عن التشويش الإعلامي الذي يكتنف الإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل. ولفت الدكتور الارياني الى ان اليمن خاضت تجارب في الحوار السياسي والاجتماعي، كانت النخبة السياسية هي القائد والمنفذ والمستفيد، وأثبتت التجارب أن هذا الاحتكار من النخبة نجح في تحقيق بعض المكاسب الى حين الا انه سرعان ما تبددت معايبه وانكشفت نقاط ضعفه . مشيرا إلى ان تغييب المشاركة الاجتماعية وعدم الاهتمام الكافي بدورها كرافد حقيقي لكل تحول سياسي سببا في التشظي الوجداني وتنامي غضب الناس سرا وعلانية . واختتم مستشار رئيس الجمهورية كلمته بالتأكيد على ان الحوارات والمناظرات تقليد عريق في تراثنا العربي الاسلامي الذي لم يفته ان يكون الحوار في كنفه سلوكا له مبادئه وغاياته .