شيع مئات الفلسطينيين الغاضبين أمس الخميس جثمان الشاب محمد عوض السلايمة ( 17 عاما) الذي استشهد مساء الاربعاء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة، في حين اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في المدينة. وشارك في التشييع رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، ومحافظ محافظة الخليل كامل حميد، وعدد من النواب عن كتلة التغير والإصلاح، وشخصيات رسمية وشعبية. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس، فيما رددوا هتافات ومطالبات تطالب المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام بالرد على هذه الجريمة والثأر لها. وأدى المشيعون الصلاة على جثمان السلايمة في مسجد الأنصار، وجابت شوارع ومفترفات المدينة، وصولا إلى مقبرة الشهداء جنوب مدينة الخليل. وكانت قوات الاحتلال سلمت مساء الاربعاء جثمان الشهيد سلايمة، بعد أن كانت قد فرضت طوقًا أمنيًا على المنطقة. وقال شهود عيان إن الشهيد كان يحمل مسدسًا بلاستيكيًا حين أطلقت مجندة إسرائيلية 6 رصاصات على الشهيد. ونعت حركة حماس الشهيد مؤكدة أنه أحد «فرسانها»، كما استنكرت الرئاسة الفلسطينية بشدة عملية اغتياله وحملت الاحتلال مسؤولية ذلك. وزعمت وسائل الإعلام العبرية أن الشهيد أطلق النار على الجنود، قبل أن يقتلوه بالرصاص. واندلعت صباح أمس مواجهات متفرقة بين الفلسطنيين وجنود الاحتلال في منطقة طلعة أبو حديد في المنطقة الجنوبية لمحافظة الخليل. وأفاد شهود عيان من المكان بأن عددا من المواطنين أصيبوا بحالات اختناق؛ جرّاء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال على عدد من الشبان وطلبة المدارس الذين رشقوا قوات الاحتلال بالحجارة؛ احتجاجا على إعدام الشهيد محمد السلايمة. واعتقلت قوات الاحتلال فجر الخميس عددا من الشبان بعد مداهمة منازلهم في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت كلا من الشبان: معتز سليم الحرباوي، أحمد يسري العويوي، أنس الجبعة، ومعاذ الهيموني بعد مداهمة منزليهما في المدينة، ونقلهما إلى جهة مجهولة. وفي ساعات الفجر، كثّف جيش الاحتلال من مداهماته لعدد من أحياء مدينة الخليل وبلدتي حلحول وبني نعيم بالمحافظة. وكانت مساء الاربعاء اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، بعد استشهاد الشاب السلايمة أدت إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق. كما اعتدى جنود الاحتلال بالضرب المبرح على المصور الصحفي مأمون وزوز، وعلى مراسل فضائية القدس أكرم النتشة، فيما اعتدى جنود الاحتلال على معظم الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان الذين وصلوا مكان الحادث. كما هاجم مستوطنون منازل المواطنين من سكان شارع الشهداء وسط مدينة الخليل بالحجارة، وحاولوا دخول المنازل والاعتداء على السكان. وفي وقت لاحق، داهمت قوّة من جيش الاحتلال منزل عائلة الشهيد، وأجرت عمليات تفتيش في المنزل، وصادرت العديد من الصور الشخصية والممتلكات للشهيد. كما داهمت منزل أحد أقربائه، واعتقلت الشاب مالك رزق السلايمة، واعتدت عليه بالضرب المبرح قبل نقله إلى جهة مجهولة. وامتدت المواجهات مع جنود الاحتلال إلى منطقة باب الزاوية، حيث أكّد شهود عيان لوكالة «صفا» استخدام جنود الاحتلال الرصاص الحيّ في المواجهات مع جنود الاحتلال في المنطقة، دون البلاغ عن وقوع أية إصابات في صفوف المواطنين. كما أقام جنود الاحتلال حاجزا عسكريا في منطقة كنار على الشارع الرئيس الرابط بين مدينة دورا والخليل، ووقعت مواجهات متفرقة بين المواطنين وجنود الاحتلال في المنطقة.