أفادت مصادر محلية بمحافظة الحديدة أن سكان مديرية الصليف تقدموا بشكوى إلى مدير المديرية تتضمن مخاوفهم من تشغيل محطة كهرباء مصنع تكرير السكر بمنطقة رأس عيسى بالفحم الحجري، والتي من المقرر أن تصل باخرة محملة بهذه المادة لتشغيل المحطة. وعزا الأهالي مخاوفهم من تشغيل المحطة بالفحم إلى ما تسببه من أمراض الجهاز التنفسي و السرطانات ولوكيميا الدم وعطب جهاز المناعة وتشوه الأجنة وأمراض الجهاز العصبي المستدامة، حيث وأن مدخنة المحطة محملة بذرات الغبار المتطاير وأنواع السموم الأخرى. وطالبوا باتخاذ كافة الاجراءات التي تضمن عدم السماح بدخول الباخرة وإبلاغ إدارة ميناء الصليف بذلك حفاظاً على أرواح الناس وكذا عدم السماح للمصنع بتشغيل المحطة نتيجة الضرر الذي سيلحق بحياة الناس وأطفالهم. وتشير الدراسات إلى أن الفحم الحجري صخر أسود أو بني اللون قابل للاشتعال والاحتراق، وعند احتراق الفحم الحجري فإنه يعطي طاقة على شكل حرارة، ويمكن استعمال الحرارة الصادرة عن احتراق الفحم الحجري في تدفئة المنازل، وكوقود للقاطرات في بداية عهد اختراع الآلة البخارية، والاستخدام الأساسي اليوم لهذه الطاقة هو في إنتاج الكهرباء. وعلى الرغم من أن محطات إنتاج الكهرباء باحتراق الفحم الحجري ثلثي الكهرباء المستهلكة في العالم، إلا أن المحطات الكهربائية التي تعمل بالفحم تتعرض إلى انتقاد متزايد بسبب ضررها بالبيئة وما تقوم به من تفاقم مشكلة الانحباس الحراري . وتقول الدراسات :" إنه ينشأ نحو 40 % من غازات الإنحباس الحراري في أمريكا من إنتاج الطاقة الكهربائية، والتي تشكل المحطات العاملة بالفحم الحجري من أهم مصادرها". وعلى صعيد متصل بمعاناة أهالي الصليف تشير عدد من الدراسات إلى المعاناة التي يتكبدها سكان المنطقة بسبب نفايات لشركات يشار إلى احتوائها على مواد سامة تبعد عن الأهالي بنصف كيلو فقط .. مبينة أن مرض السرطان أودى بالعديد من حياة أشخاص يقنطون في ذات المكان دونما أي اهتمام من الحكومة. مقابر للنفايات وبحسب الباحثين فإن شركتا هنت الأمريكية التي عملت مشغل للميناء النفطي العائم بمنطقة رأس عيسى بالحديدة والذي يصله النفط من حقول مأرب حولت مساحات واسعة من أراضي منطقة الصليف بمحافظة الحديدة إلى مقابر للنفايات والمخلفات النفطية السامة التي تشتعل بنفسها بعد تفاعلها مع حرارة الشمس وتمتد مثل مادة الأسفلت .. مبينين أن شركة "هنت" وعلى مدى عشرين عام عملت على دفن نفايات الصناعة النفطية في مناطق مختلفة في رأس عيسى بمديرية الصليف وعلى أجزاء من ساحل المنطقة وجاءت بعدها شركة صافر اليمنية بذات الإتجاه. وكانت مصادر محلية تحدثت لوسائل إعلامية عن وجود مقبرة للنفايات الكيميائية في الصليف والتي تم إكتشافها قبل أشهر أثناء المسح لتجهيز نصب مولدات الكهرباء الإسعافية. وقالت المصادر :" تم خلال الحفر والمسح للأرض العثور على مواد بلاستيكية بأعداد كبيرة برأس عيسى".. لافتة إلى أن مركز الخراز للاستشارات البيئية بالعاصمة صنعاء قام بفحص عينات من هذه النفايات حيث أظهرت النتائج احتوائها على عناصر سامة من أخطر المواد سميّة في العالم ومنها عنصر الزركونيوم المشع الذي يترافق وجوده غالباً مع عنصر اليورانيوم العالي الإشعاع . ويستنكر الأهالي عدم الإهتمام الحكومي بهذه الأخطار المحدقة بهم، وكذا عدم تجاوب منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية لمحاولة إبراز معاناة المواطنين القاطنين في الصليف، ومعالجة قضاياهم خصوصاً وأن معظم الأهالي في المنطقة يعانون من شحة الإمكانيات التي تعينهم للدفاع عن حقوقهم وقضاياهم