شكل الزوايا في بلدان شمال إفريقيا قبلة للتبرك وطلب الشفاء وقضاء الحاجات وفك السحر والعين، وكانت وما زالت عبارة عن مماليك، وكل زاوية تحتوي على ضريح صاحبها، حتى أننا نجد للولي الواحد عدة أضرحة في مناطق عدة يتخذها الناس للتبرك، ونظرا لجهل الناس بدينهم الذي يحرم الشرك اتخذوا أضرحة هؤلاء الشيوخ قبلة لهم، واصبحوا يسئؤن إليها في عدة مناسبات بغاية العلاج وطلب الانجاب وقضاء الحاجات وطلب العمل والترقية والتبرك بالضريح لقبول الدعوة بطقوس وخشوع من أموات لا يسمعون ولا ينفعون ولا يستجيبون. وفي السنوات الأخيرة بعد وصول الصوفية إلى مناصب عليا في بعض الدول الإسلامية أعادوا تشييد الأضرحة المهجورة لإحياء الطرقية من جديد. والمعروف أنه يوجد آلاف ما يسمى بالأولياء في بلدان شمال إفريقيا، وعلى ظهر كل تابة أو جبل أو قمة يوجد ضريح ولي، ويرجع تاريخها إلى عصر التخلف. واليوم أصبحت زيارة الزوايا والقباب والأضرحة تفرض على أصحابها والمنتفعين منها أموالا كثيرة من الذين يترددون بشكل دائم عليها، وبما أن شيوخ الزوايا أصبحوا قبلة لبعض المسئولين الذين يعتقدون بشفاعتهم ونفع بركاتهم ونجاحهم في الانتخابات خصصوا لهم مساعدات مالية تصرف على الزوايا بحجة الترميم وتحفيظ القرآن. ونظرا لحرمة هذا العمل في الدين الإسلامي أمر عمر بن الخطاب تسوية القبور وإزالة أبنيتها في زمنه، وخوفا من وقوع الناس في الشرك بالله أمر بقطع وقلع جذع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم، بعدما بدأ الناس يذهبون للصلاة تحتها. يقول الله في هؤلاء الذين يرجون شفاعة الأموات ويدعون عبادا من دون الله: (( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ{13} إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ 14 )). سورة فاطر