لعل أراء الناس حول مفاهيم كثيرة تشتد أكثر في الدين، السياسة، العلوم المنطقية كالفلسفة وعلم الاجتماع…..فالكلام والصمت يندرجان في النمطية ونادرا من يحللهما راغبا في اكتشاف مدى تأثيرهما وسر تواجدهما المتضاد. الكلام ، الصمت مفهومان متناقضان وكلامهما يحمل معاني عميقة تأخذ العقل في متاهة لا منتهية، ثم هناك من المهتمين من يرى على أن الحديث والتكلم هو أفضل وسيلة لإخراج كل ما يخنق الدواخل وينفس عنها من ضغوطات الحياة ومشاكلها المتعددة،بينما الصمت يدل على الاحتفاظ وكتمان عما يجول وضر ويؤذي الخواطر دون تحقيق أي هدف بل عدم الرغبة مشاركتها مع الغير. أما علماء النفس وغيرهم من الأساتذة يعتبرون الصمت في ذاته حديث وكلام دائم في الأعماق يشبه البحر….مرة هائج ومرة هادئ وعذب،انه طبيعي مثل أحوال الطبيعة،غير الكلام ذو أنواع مفيدة أو تافهة وأحيانا القيل والقال جارحة للنفوس قصدا أو العكس. الاستنتاج الوحيد الذي اتفق عليه الجميع بعد أخد ورد أن الصمت والكلام في المنطق هما علمان.أي أن الصمت هو علم متكامل يعبر دون النطق أو البوح وقد صار في هذا العصر كلاما متحضرا ومنطقيا لدرجة أصبح يدرس للتواصل مع الآخر عندما يتعذر التفاهم معه لاختلاف اللغات واللاعلم بها وغياب مغرفتها. إن صح القول فالكلام الراقي ليس مجرد الحديث في شؤون سامية وتزينها لمصطلحات مهذبة وجميلة بل بالتعامل والتصرف فالأفعال هي التي تحكم لا الأقوال.والصمت دليلا على تفكير عميق يدفع للتجريب والتجربة حتى تحقيق الغاية.