انتقدت مرة في إحدى جلسات الحوار عبدالملك الحوثي، وحملته مسؤولية حروب صعدة مع تجار الحروب الغابرين… غضب أحد أعضاء الحوار من الحوثيين، وقال بالحرف الواحد: لا..نحن لا نقبل أن نمس "المقدس"… صدمني رده، وقلت: المقدس عندنا كتاب الله. قال: "سيدي عبدالملك مقدس..وهو فوق مستوى البشر… قلت: أنا لا أعتقد فيه ذلك.. قال: أنت حر..لكننا نراه مقدساً… قلت: ألستم تدعون إلى الدولة المدنية الديمقراطية؟ قال: بلى. قلت: فإن تقديس الأشخاص يخالف مباديء العدل والمساواة التي تقوم عليها هذه الدولة. قال: لو عرفته لعرفت أنه فوق البشر.. قلت: أنا لا أقدس الأشخاص مهما كانوا.. قال محاولاً إقناعي: أنا أدعوك لزيارته في صعدة..ستجد أنه مثل ما قلت لك. وأضاف: لقد زاره فلان من الناس..(أمين عام أحد الأحزاب السياسية)، ولما خرج من عنده كانت علامات الانبهار بشخصية "السيد" بادية على وجهه، وعندما سئل عن "سيدي عبدالملك" قال: "الله أعلم حيث يجعل رسالته"… قلت: الله الله..هو رسول إذن؟ قال زميلي في مؤتمر الحوار: لا.. ولكن رسالتهم واحدة..وهذا من بين ذاك..أليس هو من بيت النبوة؟ قلت:دعني من ذلك..وقل لي: هل يمكن أن تصل الجماعة الحوثية إلى انتخاب زعيمها… ضحك وقال: بالطبع لا..السيد لا يدخل في المعادلة الديمقراطية..لأن الله اختاره واصطفاه… قلت: فكيف تؤمنون بالديمقراطية إذن؟ قال: الديمقراطية فيما دون "السيد عبدالملك".. قلت: كيف؟ قال: من "صالح هبرة" وتحت..أما "سيدي عبدالملك" فلا يدخل فيها… باركت له معتقده..وضربت كفاً بكف. قال: ما لك؟ قلت: لا شيء..لله في خلقه شؤون… هذا الحوار مهدى إلى أصدقائي الليبراليين الذين يستعملهم الحوثيون لتلميع هذه الجماعة المغرقة في الثيوقراطية…ويستمر الحوار…