لقي أكثر من 52 سورياً حتفهم أمس بنيران القوات النظامية التي استخدمت مختلف أنواع الأسلحة ومن بينها المروحيات، في ريف حلب، حيث أحرق رجل وأولاده أحياء داخل منزلهم، فيما استمرت الاشتباكات في حمص والرستن ودرعا والعسالي في دمشق وإدلب وحماة، وبدت مدينة الحفة التي زارها مراقبو الأممالمتحدة “أشبه بمدينة أشباح" فقد أقفرت شوارعها من المارة بينما طال الدمار أغلب مبانيها . وأعلن المرصد السوري عن مقتل 14476 شخصاً نتيجة أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية منذ نحو 15 شهراً، بينهم 2302 سقطوا خلال الشهر الأخير، وذكرت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري أن الرئيس بشار الأسد أبلغ المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان، أنه أمهل المسلحين في سوريا كافة 24 ساعة لإلقاء سلاحهم وتسليم أنفسهم، وأشار إلى أن “إجراءات مشددة ستتخذ وستعطى الأوامر للفرق العسكرية بأكملها للتحرك والقضاء على معاقل الإرهاب عسكرياً لا سلمياً بحسب رغبة الأممالمتحدة" وأوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية خبرًا عن تقرير منظمة العفو الدولية الصادر الأربعاء والذي أكد أن سوريا ترتكب حالياً جرائم ضد الإنسانية باسم الدفاع عن مصلحة الدولة من أجل الانتقام من المجتمعات التي يشتبه في مساندتها للمتمردين. وقد طالبت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان برد فعل دولي وأكدت امتلاكها أدلة جديدة تفيد بأن الضحايا – بما فيهم الأطفال – تم اقتيادهم إلى خارج منازلهم وقُتلوا على يد الجنود الذين قاموا في أغلب الحالات بحرق جثثهم. وقد صرحت دوناتيلا ريفيرا ، المتخصصة في أوضاع الأزمات في منظمة العفو الدولية ، بأن "تلك الأدلة الجديدة المثيرة للقلق إزاء منظمة تقوم على انتهاكات خطيرة تسلط الضوء على الضرورة الملحة لاتخاذ موقفًا دولياً حاسمًا" ، في عرضها التقرير المكون من 70 صفحة والذي يحمل عنوان "انتقام قاتل". وأضافت ريفيرا أن منظمة العفو الدولية توصلت إلى أن القوات والميليشيات السورية ارتكبت "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وانتهاكات حقيقية للحق الإنساني الدولي وصولًا إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب". كما اتهمت منظمة العفو الدولية النظام السوري بتعذيب المعتقلين بطريقة منهجية ، بما في ذلك المرضى وكبار السن. وطالبت في تقريرها مجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة بإحالة القضية إلى المدعي العام بمحكمة العدل الدولية وفرض حظر على الأسلحة باتجاه سوريا. وأعلنت الصين أمس معارضتها الشديدة لفرض عقوبات “منحازة" على سوريا، وحث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ نظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني علي أكبر صالحي على هامش مشاركتهم في مؤتمر “قلب آسيا" في كابول، على استخدام نفوذيهما على دمشق لإنهاء النزاع بشكل سلمي . وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس إنه سيبحث الأزمة السورية مع روسيا في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في المكسيك الأسبوع المقبل