بانتظار أن يتفق الرئيس الأميركي والرئيس الروسي سنبقى على قلق لمعرفة مصيرنا كأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة, كانت أهدافها ذات خرافة, وحدة وحرية واشتراكية, خصوصا أنّ شيخ قطر مشغول بنقل السلطة في بلاده سلميا ولم يعد يطلّ علينا ليقرئنا آخر الإملاءات. وبدلا منه تزف لنا البشائر من فضائيات عصر زيت الكاز وهي تعلن هلال النصر كلما قتل جنديا سوريا, وأمس كانت على أوجها وهي تعلن عن مقتل 50 دفعة واحدة. في سوريا نقتل نحن كل يوم، وتموت فينا بقايانا، فياسمين الشام ما عاد أبيض, والسواد يلفّها كلما انهال عليها دعم, يأتي تارة من بوتين وفي أخرى من أوباما، في حين تغلي الفيجة، وسبيلاتها في الحمدية ومحيط الأموي يسيل منها الماء أحمر. وكيف لحلب تنوح قدودا فتطربنا بكاءً وعويلا، وحلاوة حمص مملحة بقطر ناشف, تباع قاسية زهقا لطراوة بيضاء كم كانت مشتهى, وعاصي حماة طيع, والنواعير تقلب منه بقايا جثث، والأخبار مقطوعة من طرطوس وعن أروادها, وفيما إذا أعيد مفيد الوحش سجينا في قلعتها, وإن نقل عن مشتاها الحلو بشاعة ومن كفرونها عن هجرة الشجر والحجر. أمّا السهل الممتد من حرم النعيمة وإربد إلى قدم دمشق الشام, وإن ظل حورانيا بناسه, حنطته مرة والماء فيه مالح. ودرعا ما عادت بوابتنا ولا نصيب التي لم يعد لأحد فيها نصيب, بحارتها عاطلون يبكيهم نظراؤهم في الرمثا. أمّا بعد, فمن الكرملين سيأتي الخبر اليقين وإنّ جهينة في البيت الأبيض, وفرنسوا بولاند ينتظر حصة جديدة من كل الشام عدا ما خصّ كاميرون, ونتنياهو يسابق الزمن بقانون أملاك الغائب عن القدس وبيريز يتحدث عن السلام. والصباح لم ينبلج بعد لندرك لم الثلج كالح والنفط بلون الحليب تماما.