يرقصون على الدماء وفوق جراح أرامل وأيتام من عزف على بوق ينعق بالخراب والدمار والجريمة. ثم يتمايلون طربا على صراخ الخوف من ذبح إلى اغتصاب فتنكيل بالصغير والكبير، وليس مهما إن كان ذكرا أو أنثى. ويرفعون رايات النصر سوداء من قيح قلوب فاتها النور منذ أمد بعيد واستمرت تنبض خدعا مرت طوال الوقت، وهي الآن تتكشف للناظرين بحسرة على ما فات من أوهام الحلم الذي اغتيل قسرا. لو أنها معركة التحرير لجولاننا او لفلسطيننا لسرنا خلف الركب طائعين، غير أنها تكشفت عن كونها مخصصة لقتل ياسمين الشام وصبغ بردى بالأحمر. ثم يظنون انهم يعيدون فتح الاندلس ويسقطون القسطنطينية ليستحقوا النشوة من خمر الدم الذي فاح سورياّ سورياّ، ويكثر الآن ممن هب ودب الذين خدعتهم الدنيا اعتقادا بجهاد في سورية، وهو في جوهره لعيون الصهيوني الذي يقتل سورية بالشام نفسها من الوريد الى الوليد. والقصير التي هي أقصر طولا وعرضا من مدى طلقة مسدس ، والطعن الذي مارسوه فيها من الخلف مرارا، اعتبرا تحولا استراتيجيا على قلة شرف كل ما يجري، ويلحقوه الآن خسة في حمص وحلب وحماة، ولا يوفرونه في دمشق وبساتينها، فهذا يقتل وذاك يذبح لنخسر كلنا، ولا نخجل ونحن نزف بشارة الدم على الدم بوقار. يا أيها الذين ذبحوا من أهل الشام التي نزف معها ما حولها كنتم ضحية مرتين، ولا نصر لأحد عليكم ولا لكم ، وقد أوجعتم القلوب معكم وزدتم الحسرة غصات. وكلنا ننهزم من كلنا والبكاء سورياّ وحسب، والدم كله ايضا. ويا أيها المهنئ بالدم السوري السوري بدمك البارد، ومن وزنك الصفر أشبع من لحم الذين ماتوا بلا حول مكرهين، وأنتشي كلما شاهدت سورياّ يموت من بارود نظام او سلاح معارضة. ويا من تتقبل التهاني بانتصار الدم على الدم عد لسيرة دم السوري على السوري حرام ، ودع عنك جوقة المسبحين بحمد «الخرجية «. وابحث عن نفسك بنفسك عسى أن تعود سورية الى سورية، وللذين يعزون ويتقبلون العزاء عن كل قطرة دم وكلما أصابت رصاصة وردة ياسمين.