في مصر يتقاتلون بمليونيات، وفي سورية يتذابحون بالرصاص والدبابات، وفي العراق يتفجرون بالعبوات والأحزمة الناسفة ولم نعد ندري الى اين وصلت الامور في اليمن وليبيا والبحرين والسودان. اما من تونس فلا أخبار عن ربيعها الذي كلل بالنجاح، وفيما اذا أزهر حقا أحرارا وديمقراطية، وان الجزائر عقدت العزم أن تحيا، او ان الملكية البرلمانية في المغرب قد تحققت. معلوم ان دول الخليج مستقرة على بترول وليس فيها نقص غذاء في رمضان، وذكرت الانباء ان السعودية وحدها تستهلك اكثر بقليل من ربع ما يستهلكه العالم كله، وكذا الحال لباقي دول المجلس من حيث وزن المائدة الواحدة، وقيل انها قد تصل الى طن واحد في بعض الحالات. كما أنه لا جديد على أخبار المجاعة في الصومال وما يجري في موريتانيا، وجزر القمر أعلنت انها ستقدم تسهيلات لاي مستثمر يرغب في فتح مطعم فلافل. لبنان يغلي وحكومة تصريف الاعمال فيه غير قابلة للصرف، والرئيس المكلف بصدد نشر اعلا ن في الصحف بعنوان مطلوب وزراء . يذكر ان الجامعة العربية تفكر بعقد قمة وتبحث في اختيار المكان وتسرب أن تل ابيب أحد الخيارات. عيد جديد على ابواب المسلمين والاستعدادات لاستقباله انطلقت، وتبادل التهاني سيكون براجمات الصواريخ والرشاشات، والهدايا مفخخات وعبارات كل عام وانتم احياء قلنا اخيرا ومرارا، الياسمين اسود وبرائحة الوجع. فكل يوم لدينا الف بلقيس تقتل وتغتصب وليس فينا نزار واحد ويمضين بلا رثاء. وبغداد تعج بالمتسولات والقاهرة بالبلطجية، وشبيحة الشام تقلدوا اوسمة رسمية وحصلوا على لقب فارس بدل مفترس. اليوم هنا، الربيع الاردني مجرد اعشاب، وهي الان جافة يهددها عود ثقاب، ويكفي للدلالة ان رئيس الوزراء ينفذ كل ما يقوله، ولا يبالي، وهو يدرك خطاب حازم قشوع الذي لام زميله بالقول " الحق على الدولة التي عملتك نائب" وأنهم جميعا من نفس العلبة ومن أغلقها على عبلة.