أفتى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" ب"حرمة الاستجابة لأي نداء يؤدي إلى حرب أهلية" في مصر، وأعرب عن استغرابه من دعوة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للمصريين بالنزول إلى الشوارع يوم الجمعة المقبل لإعطائه تفويضا ب"مواجهة العنف والإرهاب المحتمل". وقال الاتحاد، في بيان أصدره الاربعاء إن "العالم أجمع فوجئ ببيان الفريق أول عبد الفتاح السيسي بدعوة الشعب المصري للنزول إلى الشارع لدعم الانقلاب والقضاء على العنف والإرهاب، حيث فهم منه المحللون أن هذه الدعوة (هي) لتغطية العنف والتبرير للقضاء على المتظاهرين بالعنف، وأنها تؤدي – لا سمح الله – إلى حرب أهلية بعدما استطاع المتظاهرون أن يصمدوا على سلميتهم أمام القتل والإرهاب والتخويف طوال ما يقرب من شهر". وطالب الاتحاد في بيانه، الذي ذيل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي: "جميع المصريين (شعباً وأحزاباً وجيشاً وشرطة ) بالحفاظ على أمن بلدهم العزيز على الجميع ، ومنع كل ما يؤدي إلى حرب أهلية يكون الجميع فيها خاسراً، وهذا واجبهم شرعاً ومصلحة ، فلا يجوز العدول عنه". وأكد الاتحاد على "حرمة الاستجابة لأي نداء يؤدي إلى حرب أهلية، أو لتغطية العنف ضد طرف ما، أو لإثارة الفتنة". ودعا المصريين جميعاً إلى "تجاوز هذه الأزمة بالحكمة وتغليب المصالح العليا لمصر، وأن يحافظوا على سلمية المظاهرات، والصبر والتحمل مهما كانت الظروف والأحوال". كما طالب الاتحاد "بإلحاح الدول العربية والاسلامية والدول والشخصيات المحبة للسلام والديمقراطية بالقيام بمبادرة عاجلة لحل هذه الأزمة الخطيرة التي تهدد أمن مصر، بل أمن الأمة العربية الإسلامية بمخاطر وعواقب لا يعلم مداها إلى الله – تعالى -" . وطلب السيسي في خطاب ألقاه الاربعاء ، خلال حفل تخرج دفعتين جديدتين من كليتي البحرية والدفاع الجوي بمدينة الإسكندرية (شمال) المصريين "الشرفاء الأمناء" إلى النزول في مظاهرات الجمعة المقبل لكي يعطوه "تفويضا في مواجهة أي إرهاب محتمل". وبعد قليل من خطاب السيسي، صرح المتحدث العسكري، العقيد أحمد علي، على صفحته الرسمية على فيسبوك، أن دعوة السيسي ليست دعوة لممارسة العنف موجهة ضد أي طرف وإنما هي مبادرة ل"مواجهة العنف". وبخلاف "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، أعلنت جهات أخرى رفضها لتلك الدعوة، أغلبها ذات توجهات إسلامية، ومن أبرزها: الجبهة السلفية، وحزب النور (سلفي)، وحزب مصر القوية (إسلامي). ويعتبر الرافضون أن دعوة وزير الدفاع المصري إنما هي دعوة إلى "حرب أهلية" بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي بمشاركة قوى سياسية ودينية، في الثالث من الشهر الجاري.