مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يتوجه البعض إلى الرباط والمكوث في المساجد لأداء سنة الاعتكاف اقتداءً بالرسول صلى عليه سلم ..هذا السنة يجد فيها شباب اليمن فرصة للتواصل مع الناس وممارسة العديد من الأنشطة الدعوية التعليمة والدعوة إلى الإنفاق والبذل والعطاء.. يعتبر الشيخ محمد طاهر انعم، هو إمام وخطيب مسجد في مدينة تعز الاعتكاف وسيلة مباركة من وسائل العبادة والقرب من الله عز وجل، وهي سنة نبوية كريمة في شهر رمضان المبارك، والشباب اليمني يقبل عليها في العشر الأواخر من رمضان في كثير من المساجد للتفرغ للعبادة والقيام وقراءة القرآن، ومن أجل محاولة اغتنام ليلة القدر التي تكون إحدى ليالي العشر الأخيرة، وتجري في الاعتكاف مجموعة من الدروس التربوية والإيمانية لرفع مستوى التدين والعبادة والإيمان في نفوس الشباب، وربطهم بالله عز وجل (صلاة الليل من تراويح وتهجد وصلاة فردية، والصلاة في النهار: الضحى والسنن الرواتب، والنوافل في كل وقت). - وعن الأنشطة التي تُمارس أثناء الاعتكاف يقول «أنعم»إنها متنوعة. تشمل تعليم القرآن والتجويد في حلقات داخل الاعتكاف تطوعية، ودروس تربوية حول زيادة الإيمان والخشوع والعبادة والجنة والنار والقبر وما إليه، والتسبيح والاستغفار والذكر والسحور الجماعي لمن يتناوله في المسجد بالتعاون مع الجمعيات الخيرية والمتبرعين وجيران المسجد. الاعتكاف والثورة بعد أكثر من عامين على انطلاق الثورة الشعبية آثرعشرات الآلاف من شباب اليمن المرابطة في الساحات الثورية معتبرين ذلك افضل عند الله من الاعتكاف في المساجد كونها عبادة وجهاداً، يصف الشاب الحافظ خليل الصغير، إمام صلاة الترويح والقيام في ساحة الحرية في مدينة تعز أن البقاء في الساحات رباط وجهاد في سبيل الله،لأنه وقوف ضد الظلم والطغيان وثماره عامه وفائدته متعدية لما فيه نصره للحق ووقوف مع المظلوم وتحقيق سنة التدافع في الأرض، واستمرار الثورة التي انطلقت منذ أكثر من عامين من اجل القضاء على الاستبداد والفساد التي عانت منه اليمن لأكثر من ثلاثين عاماً، وبناء دولة حديثة قائمة على العدل والمساواة. - ويضيف الصغير: الاعتكاف في المسجد سنة عن رسول الله ومستحبة شرعاً فيها اجر كبير لكن اثرها يكون على الفرد فقط، بعكس الاعتصام في ساحات الثورة التي من شأنها تحقيق الخير والتقدم والرفاة لكل اليمنيين. إضافة إلى ان ساحة الحرية غدت مدينة متكاملة لممارسة الكثير من العبادات التي تقرب العبد إلى ربه ،علاوة على تطبيق الكثير من تعاليم الإسلام أهمها الإيثار والصبر والجهاد بالمال والنفس والكلمة، من خلال البرامج والأنشطة التي تقام فيها. الاعتكاف وأعمال الخير لكن ثمة من ينظر إلى القضية من منظور آخر ويعتقد أن الاعتكاف في المساجد مهما كان الأجر المترتب عليه إلا أن هناك أعمالاً أفضل منه، هي إدخال السرور على الفقراء والمحتاجين والمرضى وهذا ما يقوله الأستاذ خليل طه المجيدي الذي يعمل في احدى المؤسسات الخيرية التي تهتم بشئون المرضى , والذي يقضي معظم وقته طوال شهر رمضان في التواصل مع رجال الأعمال والتجار من اجل جمع الأموال لصالح مرضى السرطان، ولايجد وقتاً للاعتكاف، يرى خليل أن عمله أفضل عند الله من المكوث في المسجد، كونه عبادة متعدية اثرها يتعدى إلى الآخرين، يقول خليل: " أنا لا أقلل من أهمية الاعتكاف هي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيه اجر كثير لكن علينا أن نفقه الأولويات، فهناك عبادات مقدمة على عبادات، فرمضان فرصة للتواصل مع الناس لاسيما الأغنياء منهم الذين يحرصون على إخراج زكاة أموالهم في رمضان..