المتابع لما يجري على خلفية الفصول الأربعة في بلاد العرب، يصاب بحالة من غثيان، تدفعه كي لا يتابع، ولا يقبل شيئا أو يمانع. الشتا يمشي ولكن لا يجاريه الربيع حسب «جبران»، الذي يقول ليس في الغابات راع لا ولا فيها القطيع، ثم يتلو معانٍ سامية عن الناي والغناء، ويطالب الطبيعة والرعاة: أعطني الناي وغني.. فالغنا سر الوجود. ألا تعلمين يا كافرة بالحب بأن الغناء سر الوجود؟ لدي فلاشة فيها جزء من 8 «جيجابايت» أغاني، جمعتها يوما من أرشيف إحدى إذاعاتنا، فأصبحت ملاذي شبه اليومي، وأصبحت همّي القومي، لا أريد أن أقدمها هدية إليك ولا لغيرك، فأنتم كفار بالحب، ولا تؤمنون مطلقا بأن «الغناء سر الوجود» وأن « أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود».. كفار. وأخشى ما أخشاه، أن تحلّي ضيفة على مساءاتي، وتستمعين لأغنياتي، ثم تقومين بتدوينها على فيس بوك، وتفعلين فعل الشيطان بالناس الذين يعيشون في غابات.. ليس فيها راع لا..ولا فيها القطيع، لا أضمن أو أأمن جانبك.. يا شيطانة. سأسمح للديمقراطيين وللباحثين عن الحرية بالاستماع الى بعض أغنيات في فلاشة، وأسمح لهم أن يعبروا عن خلجات قلوبهم، وعن تداعيات الإيمان بالمبادىء السامية، شريطة أن يلتزموا بالديمقراطية ومتطلباتها.. في الواقع لن أسمح لهم قبل أن يغنوا وبلا نشاز يذكر ما يردده أحد سكان «فلاشتي»: قولي ما الحل فأشواقي وصلت لحدود الهذيان.. وهي دعوة تفقد قيمتها لو تلقاها الذين كفروا بالحب، حيث لا أشواق ديمقراطية تذكر في مساعيهم لجمع الأغنيات الجميلات. من يمكنه أن يتفهم مقدار شوق العاشقين للديمقراطية والحرية، خصوصا وأن الحقيقة تفيد بأن «كل الأغاني ممكنة»؟! أجل؛ كلها ممكنة، حتى الإستماع ليلا لأغنية « يا حلو صبّح.. يا حلو طلّ».. سيتماهى الكفار بالنهارات العربية وفي عز ليل القمع والشمع مع أغنية بمثابة تحية صباح للعاشقين، لأن الأشواق تصل فيهم وبهم الى حدود الهذيان.. أريد التأمين على «فلاشتي» من كل الشياطين والتكفيريين، ولا أملك نقودا بالطبع.. لكني سأسمح لهم بتقاضي أغنية منها كأجر على ما قدموا من أمان .. خذوا أغنية : «ما عندي مال أعطيكي.. ولا عندي جاه إهديكي.. عندي هالئلب يا ألبي.. وما بفكر انه بيرضيكي». لا بد أن أبذل جهدا تنويريا لتتوقفي عن السؤال الكلاسيكي : «وبتسأليني بحبك ليه.. سؤال غريب ما جاوبش عااااااااااااااالييييييييييييه». أحكيلك شي: خلص تعالي.. وتعالي عن التكفير والشيطنة. ولا تقولي يوما كالشياطين والكافرين والكاذبين، لصوص الحب، لا تقولي كالتي قالت: وين تركتني يا ابو ربيع.. [email protected]