اسفر زلزال عنيف بلغت قوته 7,7 درجات عن سقوط 33 قتيلا على الاقل وتدمير العديد من المنازل الثلاثاء في منطقة فقيرة ونائية في جنوب غرب باكستان حيث اعلنت السلطات حالة الطوارىء. وهذا الزلال الذي تحدد مركزه على عمق نحو 15 كلم قرب مدينة اوران عند منتصف الطريق بين الهند وايران، في منطقة بلوشستان الباكستانية (جنوب غرب)، شعرت به عدة مدن في المنطقة حتى الهند. واظهرت مشاهد بثتها شبكات التلفزة الباكستانية منازل من الطين مدمرة بالكامل وسكانا يائسين يقفون عاجزين امام هذه الحطام. وقال المسؤول عن عمليات الهيئة الباكستانية لادارة الكوارث قمران ضيا لوكالة فرانس برس "احصينا 33 قتيلا على الاقل و24 جريحا". وكانت مصادر امنية اشارت في وقت سابق الى خمسة قتلى على الاقل بسبب هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7,7 درجات، وفق المعهد الجيوفيزيائي الاميركي. واعلنت حالة الطوارىء في منطقة اوران، كما اعلن جان محمد بلدي المتحدث باسم حكومة بلوشستان. وقال "نخشى سقوط العديد من القتلى. لا يوجد اطباء كثر في هذه المنطقة لكننا نحاول تقديم اقصى مساعدة ممكنة للمتضررين". وقال مسؤول عسكري كبير لوكالة فرانس برس ان "حوالى 200 جندي ارسلوا الى منطقتي اوران وخوزدار"المدينة التي تقع على بعد نحو 100 كلم شمال اوران. وقدم رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الموجود حاليا في نيويورك لحضور الجمعية العامة للامم المتحدة، تعازيه لعائلات الضحايا وطلب من الجيش والهيئة الباكستانية لادارة الكوارث عدم ادخار اي جهد لمساعدة السكان المصابين، بحسب بيان لمكتبه الصحافي تسلمت فرانس برس نسخة منه. ووجه المعهد الجيوفيزيائي الاميركي "انذارا احمر" على اثر هذا الزلال متحدثا عن احتمال سقوط "عدد كبير من الضحايا" وان "الكارثة ستتسع على الارجح". وقالت الاجهزة الاميركية التي تتوقع ايضا خسائر اقتصادية في هذا البلد الفقير الذي يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة "في الماضي تطلبت زلازل من هذا النوع تدخلا وطنيا او دوليا". وحذر رئيس اجهزة الارصاد الجوية الباكستانية زاهد رافي قائلا "انه زلزال كبير، نتوقع ترددات". واضاف ان "المنطقة المتضررة قليلة السكان من دون ابنية شاهقة". وبلوشستان هي المنطقة الاوسع لكنها الاقل عددا للسكان والاكثر فقرا في باكستان. وخارج العاصمة الاقليمية كويتا ومرفأ غوادار، يعيش السكان المحليون في مدن صغيرة حيث البنى التحتية بدائية او في قرى نائية. وهبت رياح الهلع على كويتا حيث ردد بعض السكان آيات قرآنية على اثر الزلزال، بحسب صحافي من وكالة فرانس برس. وشعر بالزلزال ايضا سكان المدن الكبرى في جنوبباكستان مثل مدينة كراتشي الاقتصادية وهي اكبر تجمع مدني مع قرابة 20 مليون نسمة وحيث سارع موظفون للخروج من مكاتبهم. وقالت نور جبين (28 عاما) الموظفة في شركة تامين لوكالة فرانس برس ان "مكتبي اهتز واندفعت راكضة الى الخارج". وفي مدينة احمد اباد جنوب الهند قرب الحدود الباكستانية، شعر العديد من الناس ايضا بالزلزال وغادروا مكاتبهم بسرعة، وفي نيسان/ابريل الماضي، اسفر زلزال قوي ضرب الشرق الايراني عن مقتل 41 شخصا منهم 40 في مدينة بلوشستان الحدودية والحق الضرر باكثر من 12 الف شخص. والحالة المزرية للبنى التحتية مثل الطرقات والعيادات في هذه المنطقة التي تشهد حركة تمرد، زادت في ارباك حركة المساعدات ما اثار غضب العديد من السكان. وفي العام 2005، ضرب زلزال بقوة 7,6 درجات كشمير (شمال شرق) واوقع 73 الف قتيل وحرم ملايين الاشخاص من منازلهم واعتبر احدى اسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ باكستان.