قدمت السلطات اليمنية 32 مليون ريال و100 بندق وبندق "كلاشنكوف" تحكيماً لأهالي وأقارب ضحايا الغارة الجوية على موكب عرس في قيفة بمحافظة البيضاء والتي أسفرت عن سقوط 25 بين قتيل وجريح يوم الخميس الماضي. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان مصدر في اللجنة الأمنية العليا أن الغارة استهدفت سيارة تخص أحد قيادات تنظيم القاعدة، وعلى متنها عدد من قيادات وعناصر التنظيم التي تعد من أهم القيادات التي خططت لعدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت رجال القوات المسلحة والأمن والمواطنين والمنشآت والمصالح الحيوية للبلاد حسب المصدر. وهو ما نفته مصادر محلية قالت إن من بين الضحايا مدنيين. وجاء تحكيم أهالي الضحايا بعد تدخل وساطة قبلية مكونة من عدد من مشايخ مناطق رداع يوم الجمعة إثر دخول عشرات المسلحين من قبائل قيفة إلى مدينة رداع حاملين معهم جثث القتلى الذين سقطوا في الغارة، وتجمعوا جوار محكمة رداع الابتدائية، وبالقرب من بوابة المجمع الحكومي، ثم قاموا بقطع الشارع العام، وأجبروا أصحاب المحلات التجارية على إغلاق محلاتهم، وانضم إلى أهالي الضحايا بعض أفراد القبائل، احتجاجاً على الغارة. وتمكنت لجنة الوساطة التي يقودها الشيخ محمد ناصر الطهيف والشيخ علي صالح الطيري والشيخ قائد مقبل الحطام، والشيخ سليم السرحاني، والشيخ زبن الله كريش من إقناع أهالي الضحايا على فتح الشارع العام ودفن القتلى بعد أن أعطتهم لجنة الوساطة (سيارة وجهازين وجنبيتين وقطعتين كلاشنكوف) توقيفاً لهم كعرف قبلي متعارف عليه مقابل فتح الطريق ودفن القتلى وإتاحة الفرصة للجنة للتواصل مع الجهات المعنية في الدولة. وبعد أخذ ورد بين الجانبين وافق أهالي الضحايا على أن لا تتجاوز المهلة ظهر أمس السبت. وانطلقت لجنة الوساطة أمس الأول الجمعة إلى صنعاء والتقت بعدد من المسؤولين، ثم عادت اللجنة صباح أمس السبت إلى مدينة رداع ومعها محافظ البيضاء الظاهري الشدادي وقائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن علي محسن مثنى، لتسليم التحكيم إلى ذوي قتلى الغارة الجوية. وأوضح الشيخ محمد ناصر الطهيف عضو لجنة الوساطة ل(مأرب برس) موافقة أهالي الضحايا على التحكيم من الدولة ب 100 بندق كلاشنكوف تحكيماً لذوي القتلى، و32 مليون ريال يمني "ثوب قبر" للقتلى و"شفاء للجرحى" بواقع اثنين مليون لكل قتيل "ثوب دفن" وعشرة ملايين للجرحى، وذلك ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها الوساطة لحل القضية ومعالجة ما ترتب عليها. وتم استلام التحكيم خلال اجتماع موسع عقد عصر السبت برئاسة محافظ محافظة البيضاء الظاهري الشدادي وقائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن علي محسن مثنى ولجنة الوساطة القبلية وأهالي ضحايا الغارة الجوية من أبناء قبيلتي التيوس وآل عامر بمنطقة قيفة. وأعلن أولياء دم الضحايا قبول التحكيم مطالبين بوقف تحليق الطيران في أجواء منطقة قيفة نهائياً, وسرعة معالجة ما ترتبت عليه الغارة الجوية من ضحايا قتلى وجرحى. مشيرين إلى أنها ليست المرة الأولى التي يسقط فيها ضحايا أبرياء في الغارات الجوية.. وأعلن المحافظ الشدادي وقائد المنطقة السابعة ضم أصواتهم إلى أصوات أهالي الضحايا في المطالبة بمنع الغارات الجوية على المنطقة، مؤكدين نقل هذا المطلب المتفق عليه للجهات العليا.. إلى ذلك أكد مصدر قبلي في لجنة الوساطة انسحاب المسلحين المحتجين من الشارع العام بمدينة رداع بعد استلام التحكيم، غير أن عدداً من المسلحين رفضوا الانسحاب واستمروا في التجمع في الشارع وقطع الطريق، ما أدى إلى اندلاع مناوشات وإطلاق رصاص وإصابة سيارة قائد النقطة الأمنية بالمصلى، حيث قام الجنود بالرد عليهم بالرشاشات، قبل أن تتوقف الاشتباكات مغرب أمس. وتقول المصادر إن الطائرة قصفت بصاروخين سيارة (شاص) كانت ضمن موكب زفاف الساعة الرابعة والنصف كان عائداً من (ذي كالب) التابعة لمديرية القريشية بقيفه، فأصابت السيارة الشاص إصابة مباشرة فيما أصابت سيارتين من الموكب إصابات غير مباشرة. وحسب المصادر فإن جميع القتلى والجرحى من منطقتي العوامر والتيوس بمديرية ولد ربيع بقيفه، وأن من بين الجرحى شيخي قبيلتي العوامر والتيوس، الشيخ عبدالله التيسي والشيخ علي عبدالله العامري.