قال ناشطون سوريون إن أكثر من عشرين جنديا نظاميا و19 من المعارضة المسلحة قتلوا خلال اشتباكات بين الطرفين في محيط مطار دير الزور العسكري شرقي سوريا، الذي يشن مقاتلو المعارضة منذ أيام حملة واسعة للسيطرة عليه. وأفادت شبكة شام بأن الاشتباكات جرت قرب أسوار المطار، في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة على القرية. وقصفت قوات المعارضة بالمدفعية الثقيلة الأبنية التي تتحصن فيها قوات النظام داخل المطار، وفي المقابل قصفت قوات النظام أحياء الصناعة والحويقة بمدينة دير الزور. وأكد الناشط الإعلامي في دير الزور وسام العرب – في مقابلة مع قناة الجزيرة- أن الجيش النظامي لم يعد يسيطر إلا على الجهة الغربية من المدينة، حيث يتمركز على الجبل المطل على دير الزور ومنه يقصف "الأحياء المحررة" التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وأضاف الناشط إن قوات النظام قصفت بلدة الجفرة الملاصقة لمطار دير الزور لاستعادتها نظرا لأهميتها الإستراتيجية، لكن الجيش الحر ما زال صامدا في الدفاع عنها. وأشار إلى حدوث تطورات عسكرية في حي الرصافة داخل المدينة تصب في مصلحة قوات المعارضة التي قال إنها تحاول تحقيق أكبر قدر من الإنجازات على الأرض، مستغلة تراجع القوات النظامية على أكثر من جبهة في المنطقة. وفي حلب جددت القوات الحكومية قصفها على أحياء المدينة لليوم السادس عشر على التوالي، غداة يوم قتل فيه أكثر من 70 شخصا في أنحاء متفرقة من البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال ناشطون سوريون إن الجيش السوري قصف بالمدفعيات محور أحياء الإذاعة، وسيف الدولة في المدينة، وسط اشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية. وذكر المرصد، الأحد، أن استهداف سلاح الجو السوري المستمر منذ أسبوعين لمناطق عدة في حلب، أسفر عن مقتل 517 شخصا بينهم 151 طفلا. وأفاد ناشطون في الهيئة العامة للثورة السورية، بأن الطائرات الحكومية ألقت براميل متفجرة على منطقة خان الشيح في ريف العاصمة دمشق، صباح الاثنين، في حين تعرضت مدينة كفر زيتا في ريف حماة، وسط البلاد، إلى قصف مدفعي وصاروخي من القوات الحكومية. ولا يقر النظام باستخدام البراميل المتفجرة التي لا يمكن التحكم في أهدافها، إلا أن مصدرا أمنيا سورياً أكد أن اللجوء إلى هذه البراميل في القصف يعود في جزء منه إلى أنها أقل كلفة من القنابل والصواريخ. وفي درعا جنوبي البلاد، أفاد ناشطون سوريون بأن أكثر من عشرين شخصا قتلوا في قصف نفذته قوات النظام على أحياء طريق السد والبلد ومخيم درعا. وقالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت أمس الأحد بلدة معربة في ريف درعا بالصواريخ، بينما ألقى سلاح الجو براميل متفجرة على بلدة الجيزة خلفت أضرارا مادية. كما شهدت بلدة إنخل بريف درعا اشتباكات بين قوات المعارضة والجيش النظامي. وعلى صعيد آخر، قالت القوات النظامية اليوم إنها أجلت أكثر من خمسة آلاف مدني كانوا محتجزين في مدينة عدرا الواقعة في ريف دمشق من طرف "المجموعات الإرهابية المسلحة" مؤكدة أنه تم ترحيلهم إلى "مكان آمن وتأمين جميع المواد الإغاثية والإنسانية اللازمة لهم" وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية السورية عن مصدر عسكري. وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة شماط -من جهتها- عملية الإجلاء قائلة إنها تمت "بفضل جهود الجيش العربي السوري". وفي سياق أخر توفي 15 فلسطينيا على الأقل بسبب الجوع، وذلك منذ سبتمبر الماضي، في مخيم اليرموك المحاصر جنوبدمشق، الذي يأوي 20 ألف فلسطيني، بحسب ما أفادت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاثنين. وقال المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس: "تحدثت تقارير وردتنا نهاية الأسبوع أن خمسة على الأقل من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك المحاصر في دمشق لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، وبذلك يصبح إجمالي عدد الحالات المبلغ عنها 15″. وأضاف: "نحن غير قادرين منذ سبتمبر 2013 على دخول المخيم لتقديم المساعدات الضرورية التي يحتاجها السكان". وتابع: "إن استمرار وجود الجماعات المسلحة التي دخلت المنطقة في نهاية عام 2012، ومحاصرتها من قبل القوات النظامية، أحبطا كل جهودنا الإنسانية". يأتي ذلك في وقت أبلغ رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن المعارضة السورية ستشارك في مؤتمر جنيف 2. وأكد الجربا أن المعارضة تقوم حاليا بتشكيل وفدها إلى المؤتمر، وشدد على ضرورة المساعدة في وقف ما سماها "المذابح اليومية" التي يتعرض لها السوريون بسبب القصف المستمر الذي ينفذه الجيش السوري، على حلب ومدن أخرى. ومن المرتقب أن يعقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية في 22 يناير المقبل.