قال بأن شهر أغسطس سيشهد تحركا يمنيا لإنقاذ إخوانهم المحاصرين في غزة، وتوقع أن القافلة ستتعرض لمخاطر متعددة، مؤكدا أن ذلك لا يعني لهم شيئا.. المنسق العام للقافلة اليمنية لكسر الحصار عن غزة الدكتور عبد القوي هائل الشميري أمين عام نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين، الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب، عضو الهيئة الشعبية اليمنية لنصرة الشعب الفلسطيني.. في أول حوار له حول هذه القافلة والاستعدادات الجارية لتجهيزها.. • نود في البداية أن يطلعنا الدكتور على آخر الاستعدادات بشأن القافلة؟ -نحن الآن قمنا بتدشين الحملة، بالإعلان عنها وعن مسمياتها وتكوين لجنة إشرافية تنبثق عنها عدة لجان؛ لجنة لجمع التبرعات، ولجنة للعلاقات الداخلية والخارجية والمتابعة، ولجنة مالية/ ولجنة إعلامية، ولجان فرعية أخرى، كما تم اعتماد المنسق العام للقافلة داخلياً وخارجياً وقد شرفت بهذا التكليف، ونحن نسير اليوم بخطى جيدة تتجه نحو إنجاز القافلة بإذن الله تعالى.
• وماذا عن تفاعل الجهات الرسمية؟ -الحمد لله هناك تعاون وتنسيق تمثل في موافقة الرئيس على الفكرة، وكذلك تفاعل الجهات المعنية يوم التدشين، وبعد ذلك قيام الفضائية ببث بعض الندوات والفعاليات والحوارات الصحفية، وسنقوم بتكثيف الحملة، وقد أقرت الهيئة الشعبية النزول إلى المحافظات للتدشين والإعداد لهذه القافلة.
• هل القافلة اليمنية ستمضى منفردة أم أن هناك تنسيقاً مع جهات أخرى دولية؟ -إعدادنا للقافلة يتزامن مع قوافل دولية أخرى يتم الإعداد لها من قبلهم، وقد تم إقرار أن تكون القافلة اليمنية والسفينة اليمنية ضمن قافلة دولية.
• كان الحديث عن أربع سفن تمثل حجم المساهمة اليمنية.. هل لا تزال كذلك؟ -في الحقيقة كان الحديث في البداية عن عدة سفن حينما كنا نفكر بالإيجار، ولأننا بعد ذلك علمنا أن الكيان الصهيوني يقوم بمنع السفن التجارية وقد يعرضها للمخاطر، لهذا اتجهنا إلى الشراء فتقلص العدد إلى سفينة واحدة لحمل المواد العينية وإيصالها إلى غزة.
• كم ستكلف السفينة مع حمولتها؟ وأين ستذهب بعد ذلك؟ -السفينة سيتم إهداؤها لإخواننا في غزة مع حمولتها والتي تم رصد تكلفتها بمبلغ مليون دولار أي أكثر من مائتي مليون ريال يمني، محملة بما يقرب من ألف طن من المواد الغذائية.
• هل يجمل لنا الدكتور الشميري خارطة سير القافلة؟ -سنقوم بتسيير حمولتين، حمولة عينية وحمولة بشرية. الحمولة العينية ستكون على ظهر السفينة اليمنية، والممثلون لكافة أطياف المجتمع اليمني الذين ستختارهم الهيئة ستقلهم سفينة تجمع الناشطين ضمن الأسطول الذي يجمع مختلف الجنسيات لأن الكلفة كبيرة.
• من أين سيكون الانطلاق؟ -لدينا عدة خيارات في أماكن الانطلاق؛ هناك موانئ تركيا، وهناك موانئ لبنان، وموانئ قبرص، وموانئ اليونان... إلخ.
• هل حددتم برنامجاً زمنياً لانطلاق القافلة؟ -في الحقيقة البرنامج مرسوم ولكن يتحكم فينا عاملان:عامل جمع التبرعات والتي سيتم جمعها نقديا وليس عينيا لعدم وجود الجاهزية لتجميعها ثم تخزينها ونقلها، وكم تحتاج من وقت وجهد ومال يكلف الكثير عبر البحار، وأيضا نوعية المواد التي لا يسمح الكيان المشئوم بدخولها إلى القطاع بذرائع واهية وتعنت غبي، ولهذا سنقوم بالشراء من الخارج وبالمواصفات التي لا يستطيع الكيان الصهيوني أن يحتجزها، والعامل الثاني عامل المشاركة ضمن الأسطول الدولي وربما أن شهر أغسطس سيكون هو الموعد الذي نرجو أن نتمكن فيه من إكمال التجهيز للحاق بالقافلة الخارجية.
• يعني أن القافلة لن تمر عبر البحر الأحمر؟ -لا.. لأن المسألة ستطول وهناك حلول ميسورة فلماذا التكلف، ثم إنه لا توجد في اليمن سفن لا للشراء ولا للإيجار، وقد سبق للكويت والجزائر مثلا أن استخدمت نفس الطريقة في مشاركتها مع الأسطول الأول، أعني استأجرت سفنا وبضائع من أوروبا وانطلقت من هناك من عدة أماكن والتقوا في البحر المتوسط.. وقد درسنا هذا الأمر وقررنا الاتفاق مع القافلة الدولية.
• على ماذا تعولون في إنجاح القافلة؟ -أولا نحن نعول في إنجاح القافلة بعد الله سبحانه وتعالى على ما يجود به الشعب اليمني بكل أطيافه ورجالاته وبمختلف توجهاتهم سواء في الداخل أو في الخارج، وأؤكد على هذا فأقول في الداخل والخارج لأن الشعب اليمني له جاليات في معظم دول العالم، وكلي ثقة بأنهم لن يبخلوا في تموين هذه القافلة التي تمثل بلدهم وتهدف إلى كسر الحصار عن إخوانهم في أرض الرباط. هذا ما نعول عليه أولا وأخيرا لأن شعبنا الأصيل، وأخص بالذكر الميسورين والتجار وأصحاب الأيادي البيضاء يعلمون أن عليهم واجبا نحو إخوانهم المحاصرين، وهو واجب شرعي يفرضه علينا ديننا الإسلامي الحنيف..
• ما هي الآلية التي اتفقتم عليها لتوصيل صوتكم كهيئة شعبية إلى كافة أبناء الشعب؟ -بالإضافة إلى ما ذكرته سابقا من لجان ونزول محافظات؛ هناك وسائل أخرى ومنها هذه المقابلة التي تقومون بها معي ووسائل الإعلام الأخرى التي تقوم بمثل هذا العمل، ودوركم كإعلاميين محوري وهو مطلوب، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى كالفضائيات والرسائل القصيرةsms ومواقع الإنترنت والملصقات الإعلانية، كما هو أيضا التنسيق مع المنظمات الجماهيرية والأحزاب كافة، والجمعيات الخيرية التي تقوم بجهد تشكر عليه كثيرا.. وأود أن يلتفت الناس إلى مسألة التوريد المباشر إلى حساب الهيئة في البنوك فذلك أيسر لكل شخص عبر فروعها في مختلف أنحاء الجمهورية، وأرقام الحسابات موضحة في وسائل الإعلام وفي منشورات الهيئة، كما أن الجمعيات المتعاونة وفروعها هي أيضا طريقة سهلة كجمعية الأقصى والإصلاح الاجتماعي والإحسان والحكمة، كما هي أيضا المساجد والمستشفيات حيث يوجد من يمثل الهيئة، الكل بإذن الله قناة واحدة لمشروع اسمه القافلة اليمنية لكسر الحصار، والتحري مطلوب والقوافل مستمرة مادام الحصار مستمرا ومن الله العون.
• ما إمكانية أن تنجح الهيئة بتجميع الجهود الشعبية والرسمية لتجهيز القافلة من وجهة نظرك؟ -نحن نتوقع من الجميع التعاون في ذلك، وإمكانية أن يقوم الشعب اليمني بإنجاح القافلة إمكانية كبيرة، الشعب اليمني عودنا عبر التاريخ أنه يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة، والأنصار ثم الأشعريون خير مثال على ذلك حين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم إذا أرملوا وقل طعامهم جمعوا ما عندهم ثم اقتسموه بينهم بالسوية أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
• هل سيفتح باب التسجيل للراغبين بالمشاركة مع الأسطول؟ -المشاركة لن تكون فردية لمن يرغب هكذا جزافا!! الشعب اليمني كله يريد أن يشارك والكل متحمس ولله الحمد، ولكن المشاركة نوعية وتمثيلية لكافة الفئات وأتوقع أن يمثل المشاركون جميع ألوان الطيف اليمني، وستحدد الهيئة الفئات التي ستشارك.
• السفينة الأولى لم تصل.. أقصد مرمرة.. فلماذا تكرار نفس الوسيلة؟ -هي لم تصل ولكنها كما عبر أحد الإخوة المشاركين فيها أوصلت المعاناة إلى العالم..
• هل يعني ذلك أن الحملة إعلامية أكثر منها تموينية؟ وأن الهيئة وغيرها تريد توصيل رسالة للعالم؟ -الاثنتان معا.. إيصال الرسالة وإيصال المؤن.. المؤن هي إرادة الشعوب التي ساهمت ولديها استعداد للتضحية، ورسالتها يجب أن تصل إلى العالم الذي يتفرج على الحصار الجائر والظالم ضد إخواننا. وقد قال أحد الإخوة أنه لو كان ما يجري في غزة ل1.5مليون إنسان، يجري لحديقة حيوانات محاصرة لتحرك الغرب المنافق كله، بل ولحرك أساطيله من أجل فك حصار الحيوانات للأسف الشديد، ولكنه التحالف مع هذا المسخ اليهودي الاستعماري، وللعلم فإنها ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها اليهود أخطاء تاريخية قاتلة ضد أنفسهم، وما يعملونه اليوم في فلسطين من هذه الأخطاء والحماقات القاتلة التي يدفع فيها اليهود أثمانا باهظة، ليس معنا فقط؛ دفعوه في دولة الخرز، دفعوه في أوروبا على مستوى الفرنسيين وعلى مستوى الألمان وعلى مستوى البولنديين... فكل الاضطهادات التي تعرض لها اليهود عبر التاريخ كان سببها حماقات قادة اليهود، وأنا أؤكد أن كل مفكريهم وكتابهم يعلمون أن ما يحصل الآن هو عبارة عن مهازل وملهاة يتلهون بها لأننا لسنا في نهاية التاريخ كما قال فوكوياما.. وأنا هنا أتحدث لا عن أنفسنا كنشطاء ولكن كأمة، أمة لم تغيَّب عبر التاريخ ولا أحد يستطيع أن يغيبها. أمة حية فيما سوى سفه حكامها وطيشهم وعدم تحملهم مسئولية شعوبهم.
• اليمن تستعد لإرسال المدد بعد أن كانت تركيا قد سبقت الجميع.. برأيك دكتور ما هي العوامل التي جعلت تركيا في صدارة العالم الإسلامي في الوضع الراهن؟ -أهم عامل هو أن السلطة السياسية الحاكمة في تركيا أعطت لشعبها حرية الاختيار وحرية التعبير عن إرادته، تركيا كنظام سياسي لم يقدم شيئا لكن الذي قدمه هو إفساح المجال للشعب ليعبر عن ذاته وعن ضميره، فكان ما كان.. أما كون الذين ماتوا هم أتراك فهذا يعني أن هناك إرادة شعبية مستعدة للتضحية ليس إلا. ونحن بإذن الله قافلتنا مبنية على هذا المبدأ مبدأ التضحية، هذا هو بلدنا ومن حقنا أن نكون أحرارا ونتخذ القرار بدعم إخواننا في غزة ولهذا نحن مستعدون للتضحية، وهذا الذي يجب أن يعلمه الكيان الغاصب أننا لن نتراجع مهما تعرضنا لأذى ولن نستسلم.
• ماذا لو منعوكم؟ - نحن نعلم أنهم سيمنعوننا ولكن لدينا إصرار أن نواصل باتجاه غزة ولن نحيد عن هذا الهدف مهما كلفنا ذلك، وهل سيكلفنا شيئا أعظم من الموت؟ بالطبع لا.. القافلة اليمنية لديها استعداد للموت، وهذا ما يجب أن يعلمه كل مشارك معنا أن يكون مستعدا للموت في سبيل رفع الحصار عن غزة وهذا شرف لنا.. بالتأكيد هناك وسائل أخرى لإيصال المساعدات لكن الحصار جريمة شنيعة لا ينبغي السكوت عليها وهنا أود أن أقول أن القوافل هي ساحة الحرية التي ينبغي أن ينصت لصوتها الكون، لأنها تعني الكثير أمام العالم الذي غيِّب عما يجري في غزة الصامدة.