قامت اللجنة المسجدية في مسجد الجامعة الجديدة بصنعاء بإزالة مخيم في باحة المسجد يقطن فيه نازحو منطقة الجعاشن منذ 9 أشهر. وانتقل أهالي الجعاشن إلى باحة جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية كملجأ بديل، فيما هرع حقوقيون إلى المكان لمحاولة إعادتهم. وبحسب مصدر آخر في اللجنة المسجدية، فإن قرار إزالة المخيم جاء بعدما تسبب به النازحون من إزعاج للمسجد، والتأجيل المتكرر لتوسعة صرح المسجد وبناء دورات مياه في المنطقة التي يقيم بها المهجرون.
وقال إنهم في اللجنة المسجدية لمسجد الجامعة جمعوا أمس الثلاثاء تبرعات لصالح مهجري الجعاشن، مضيفاً إن الاتفاق على إقامة مهجري الجعاشن كان لأسبوعين فقط، إلا أنهم استمروا 9 أشهر متواصلة.
وإلى جانب الخيمة التي أزالته اللجنة، يقطن نازحو الجعاشن في شقتين بشارع هائل استأجرتها منظمة (هود) على نفقتها لإيواء أطفال ونساء عائلات المهجرين.
واستنكرت توكل كرمان عضو مجلس شورى الإصلاح ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود ما حدث اليوم واصفة إياه ب"الفضيحة". وفور وصولها نصحت نازحي الجعاشن بالانتقال إلى حوش الجمعية المجاور وقالت مخاطبة إياهم: "شكرا لبيت الله الذي آواكم لمدة ثمانية أشهر.. اليوم تنتقلون إلى حوش جمعية الإصلاح وهي إن شاء الله لن تقصر في واجبها نحوكم".
أما المحامي خالد الآنسي فقال ان "ما حدث لا يمكن تخيله، إذ أن المساجد ودور العبادة هي ملجأ الضعفاء والمظلومين أمثال هؤلاء وإن لم يكن لهم المسجد مأوى ومناصر فكيف يمكننا أن نتحدث عن قيم التكافل ونصر المظلوم وإغاثة الملهوف وغيرها من المثل العليا التي نروجها للناس على أنها من قيم ديننا الإسلامي بينما نحن نمارس مثل هذه الصور البشعة من الظلم باسم المسجد".
ووصل مهجروا الجعاشن إلى صنعاء بداية العام الحالي 2010م هربا من بطش الشيخ محمد أحمد منصور عضو مجلس الشورى.
وسبق لمواطنين من منطقة الجعاشن النزوح إلى صنعاء في 2007 بعد أن أثقلت كواهلهم جبايات باهظة قالوا إن منصور يفرضها على مداخيلهم من زراعة الأراضي التي يملكها ويعملون فيها أجراء.
والشيخ منصور صاحب السجل القاتم في انتهاك حقوق مواطنيه هو معاون مخلص للرئيس علي عبدالله صالح منذ توليه الحكم ويكتب قصائد شعر مطولة في مدحه.
وفشلت عدة لجان برلمانية في الوصول إلى المنطقة لتقصي الحقائق بسبب منع الشيخ منصور لهم من الوصول إلى المنطقة واعتذار الجهات الأمنية عن توفير الحماية لهم داخل مناطق نفوذ الشيخ منصور.