دانت منظمة صحفيات بلا قيود ما تعرضت له رئيسة المنظمة توكل عبدالسلام كرمان، والمدير التنفيذي للمنظمة بشرى الصرابي، والعشرات من الناشطين ومدافعي حقوق الانسان ومهجري الجعاشن لاعتداءات من قبل أمن العاصمة أثناء مشاركتهم في الاعتصام والمسيرة التضامنية مع مهجري الجعاشن يوم الثلاثاء الماضي. وكان رجال الأمن قد اعتدوا على المعتصمين بالضرب وإطلاق الرصاص الحي، وقاموا بالاعتداء على الناشطة توكل كرمان واعتقالها في قسم العلفي لمدة 3 ساعات، وإصابة الناشطة بشرى الصرابي أثناء تصويرها الاعتصام بالرصاص لمطاطي أدى إلى إحراق ملابسها، وإصابتها بحروق في ظهرها ورجلها، نقلت على إثره إلى المستشفى الجمهوري.
وبحسب بيان عن بلا قيود فقد "تعرض العشرات من النساء المهجرات وأطفالهن وأزواجهن لضرب مبرح بأعقاب البنادق وتهديد بالقتل وتوجيه الأسلحة إلى رؤوسهن وغيره من وسائل الترويع، حيث أصيبت خمس من نساء الجعاشن تم نقل اثنان منهن إلى مستشفى الجمهوري، وكذا اعتقال 35 شخص من مهجري الجعاشن لايزال 13 منهم معتقلين في خمسة أقسام شرطة في صنعاء ، ولا يزالوا معتقلين.
والمعتقلين هم "غالب محمد سعيد ، مهيوب حسن احمد ، عبده مهيوب حسن ، احمد قائد قاسم ، هزاع قاسم اسعد ، احمد ناجي مرشد ، فؤاد احمد ناجي ، يحيى قاسم نعمان ، فيصل محمد قاسم ، علي مرشد اسعد، عبد المعز يحيى قاسم ، ضياء يحيى قاسم ، علي مهيوب يسر ، محمد قاسم نعمان"
وقالت بلا قيود أن ما قامت به الأجهزة الأمنية "استمرار للحرب الظالمة التي تخوضها ضد نشطاء ومدافعي حقوق الإنسان والمواطنين، وانتهاك كبير يطال منظومة الحقوق الأساسية للمواطنين وحرياتهم والحريات"، محملة وزارة الداخلية وأفراد الأمن مسؤولية قمع الاعتصام والاعتداء على المعتصمين.
كما أقامت منظمة صحفيات بلا قيود اعتصاما ليلة الخميس الماضي أمام قسم شرطة العلفي للمطالبة بالإفراج عن مهجري الجعاشن الذين اعتقلتهم الشرطة ليلة الثلاثاء الماضي، والاحتجاج على قمع اعتصام أمس، والمطالبة بالتحقيق وضبط المتسببين في حادثة الاعتداء على الناشطة توكل كرمان وبشرى الصرابي.
وقال أحد أطفال الجعاشن أن اثنين من أخوانه بينهم الطفل ضياء ذو 12 عاما و والداه من بين المعتقلين.
وأشارت بلا قيود إلى أن إدارة قسم شرطة العلفي أفرجت عن المسن محمد قاسم نعمان لأسباب مرضية.
وقالت كرمان "بالرغم من مرور عشرة أشهر على نزوح مهجري الجعاشن من قراهم إلى صنعاء للاستنصار بأجهزة الأمن ومجلسي النواب والشورى ووزارة الإدارة الملحية, بعد أن قام الشيخ أحمد منصور, عضو مجلس النواب وشاعر الرئيس, بطردهم وتهجيرهم من قراهم وإحراق منازلهم, إلا أن الدولة لم تقم إلى اللحظة بالاستجابة لهم وتعوضيهم عما لحق بهم".
واشارت كرمان أن الجعاشن لا يريدون شيء, سوى "وجود الدولة في مناطقهم وإعادتهم إلى ديارهم وإقفال سجون الشيخ وتعوضيهم عما هدم وسرق".
واستنكرت رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود قيام أجهزة الأمن بإطلاق النيران على النساء والأطفال واعتقال وملاحقة الرجال الذين كانوا يعتصمون بشكل سلمي ومنظم.
وأضافت "بدلا من أن يكون السجن للطاغية أحمد منصور ومليشياته وأعوانه, قاموا بأخذ رجال الجعاشن, حتى الذين لم يعتصموا أمس تم اعتقالهم من المخيم, وكذلك الذين ذهبوا إلى المستشفى لمعالجة بناتهم جراء ما أصابهن من اعتداءات من قبل أجهزة الأمن المختلفة, التي لم تستطع أنصافهم واستطاعت فقط الاعتداء عليهم".
وطالبت كرمان بمحاكمة كل من قام بالاعتداء يوم أمس على النساء والأطفال والمديرة التنفيذية لمنظمة بلا قيود بالضرب وإطلاق الرصاص المطاطي عليها حسب التقرير الطبي.
من جانبه طالب النائب أحمد سيف إلى ضرورة إيجاد وسائل جديدة للضغط على السلطة وانتزاع الحقوق خلال الأيام القادمة, كالتوجه إلى مقر الأممالمتحدةبصنعاء للاعتصام هناك والإضراب عن الطعام, وكذلك طلب اللجوء الإنساني.
واستغرب حاشد عدم طرح قضية الجعاشن في البرلمان رغم اعتصامهم يومين أمامه وقال "المخرج لا يريد أن يطرح موضوعهم أمام الأعضاء"، واصفاً موقف أحزاب المعارضة بمجلس النواب بالسلبي والمتهاون والمتهاون.
وأشار إلى أن قادة العمل السياسي "يجب أن يكون عملهم في الميدان بدلا من ممارسة التجارة واتخاذ المصالح, فالأحزاب الحقيقية يجب أن تكون متواجدة بين المعتصمين, مطالبا بالضغط على الأحزاب لأن مناصرة مثل هذه القضايا جزء من مهمتها, بأن تدافع وتتبنى قضايا المواطنين, ومضيفا أنه يجب التحرك إلى أبواب قادة المعارضة لأن مثل هذي الأمور يجب أن تكون قضاياهم الحقيقة".
فيما قال خالد الانسي المدير التنفيذي لمنظمة هود, أن وجود المعتصمين رغم القمع الذي تعرضوا له يوم الثلاثاء الماضي "يوصل رسالة قوية مفادها أنهم لا يخافون من القمع والرصاص والمهرولات وكل ما زادوا قمعا يزيدون هم إصرار".
وأشار أن المعتصمين بوجودهم في الاعتصام يعلنون "هزيمة من قاموا بقمعهم ليلة البارحة وهو الانتصار الحقيقي".