حادث واحد لليمنية أشعل فتيل العداء الفرنسي تجاه أسطولها، واستحقت بهذا الحادث الذي لم ينتهي التحقيق فيه ولم يعرف بعد حتى لحظة كتابة هذا المقال أي معلومات من الصندوق الأسود الذي قيل أنه تم تحديد مكانه... الإرباص التي سقطت قرب البرازيل أوائل شهر يونيو لم يثر هذه الزوبعة الكبيرة ضد الشركة الناقلة وأسطولها وضد طائرات الإرباص وشركتها، ولم ينبري المتحدث الفرنسي عن حكومته بأي اتهامات تمس طائرة الإيرباص وفور الإعلان عن الحادث عزوه إلى سوء الأحوال الجوية في الغالب...!!! النوايا الفرنسية منذ بداية الحادث الأليم تسير باتجاه واحد إلقاء كامل اللوم والتبعية على اليمنية، واعتبار الحادث ناتج عن خلل معروف مسبقا، وكأنها تريد توجيه الرأي العام العالمي وجهة عدائية ضد اليمنية من جهة والأهم على ما يبدو حتى الآن صرف النظر عن أسباب الحادث الحقيقية التي قد تكون فرنسا سببه الرئيسي والمباشر .....؟؟؟ مسئول قمري يصرح لصحيفة الشرق الأوسط في عددها 11176 أن الاحتمال الأكبر هو تعرض الطائرة لصاروخ فرنسي من إحدى القطع البحرية الموجودة في المحيط الهندي، وعلى ما يبدو وفقا للتصريح أن الطائرة كانت في الموقع والتوقيت الخاطئ لفرضية أن هذه القطع الحربية كانت تقوم بمناورات عسكرية صادف وقت مرور طائرة اليمنية فكانت هي الضحية وركابها ... ما يعزز هذه الفرضية هو محاولات الفرنسيين الملتوية في جهود الإنقاذ رغم معرفتهم وتحديدهم لمكان الطائرة وتضعيف جهود إنقاذ القتلى، وتسفير الناجية الوحيدة إلى فرنسا فورا، وأنها تحدثت إلى أحد أقاربها في موروني بحدوث انفجار سمعه الركاب خارج الطائرة قبل تفجرها....؟؟ لماذا هل الأمن القومي الفرنسي أعظم من أن يمس وتتهم فرنسا بالخطأ أو يعرف ما تقوم به قطعها الحربية في عرض المحيط؟؟ وهل أرواح الناس أصبحت هدفا سهلا أينما كان حتى في سماء الله الواسعة التي لا تضيق بأحد..
عزاءٌ لا بد منه تعزية ومواساة صادقة لطاقم الرحلة اليمنية وعلى رأسهم الكابتن المتميز رحمة الله عليه خالد حاجب، وإلى أسر الضحايا من إخواننا في جزر القمر رحمة الله عليهم جميعا، الموقف الرسمي لحكومة جزر القمر تستحق التقدير والثناء، يا ريت يكون عند حكومتنا جزء من هذه الثقة تجاه أسطولها الجوي المدني، وبخاصة أن طياري اليمنية من أكثر الكفاءات في عالم الطيران ويُشهد لهم بذلك، ويكفينا فخرا أن أي من طائرتنا لم تتعرض لحوادث كما تتعرض له طائرات الكثير من الدول وبالذات المتقدمة جدا وهذا من فضل الله عز وجل، ومادام الخط مفتوحة للحديث حول اليمنية فيا حبذا لو يتم الانتباه للأفلام التي تبث فيها أثناء الطيران من باب التسلية وقتل الوقت، احتراما للمسافرين نساء ورجالا، وقبلها احتراما لحرمات الله والطائرة بركابها معلقة في السماء، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ما حفظه الناس في حرماته وفي أنفسهم..