- لأول مرة منذ انطلاق دورات كاس الخليج العربي لكرة القدم، تخلو فعالياتها من التصريحات المتباينة بين طرفين وأحياناً بين عدة أطراف،تطغى أحياناً على منافسات البطولة، وتظل الشغل الشاغل لمن يهوون الغوص في تداعياتها، وهي من علامات إنجاح الدورات المختلفة، ويبقى طيب الذكر-الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة نائب المجلس الاولمبي الآسيوي، النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب و الرياضة، الرئيس الفخري للجنة الاولمبية البحرينية، الذي ظل حاضراً وفاعلاً منذ البطولة الأولى التي استضافتها بلاده في العام1970م صاحب خبرة كبيرة في إطلاق التعبيرات أو التصريحات اللاذعة، ورغم انه لم يكن متواجداً في البطولة ال20 إلا انه اعتبر الخليجيين مجاملين، لمنحهم اليمن استضافة البطولة. عيسى بن راشد ترك مكانه، لكن معالي وزير الشباب والرياضة حمود عباد، أبى إلا إن يكون(عراّب) خليجي20 واطلق من التصريحات ما تضحك وما تبكي أيضاً،الرجل يبدو انه استأثر بالظهور الإعلامي, إذ يقول:" قمت بحالة إقناع واسعة، ظهرت في الفضائيات كما لو كنت الإعلامي الأول في البلد..".
حمود عباد، في تصريحه الأول اعتبر"المافيا" أكثر وطنية من الحراك الجنوبي" وفي تصريحه الآخر وصف من يطالب باستقالته وغيره من المسئولين عن الرياضة اليمنية حفاظا على ماء الوجه ب"المعتوه" وهذا القول فيه من العنجهية والغرور، بيد أن أبو حيان التوحيدي قال: "ما تعاظم أحد على من دونه إلا بقدر ما تصاغر لمن فوقه"!!.
وفي الوقت الذي انتظر فيه الشارع الرياضي اليمني برمته، إقالة وزير الشباب والرياضة ووزيري الإعلام والثقافة، ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم،للصورة المخزية، ظهر بها عرض الافتتاح، وانتكاسة المنتخب المدوية، التي سببت صداعاً عنيفاً،لم تهدئ من روعته،كل كبسولات الدنيا،يفاجئ الشارع الرياضي بان رئيس الجمهورية يستدعي أعضاء المنتخب الوطني لتكريمهم،في سابقة غير معهودة،أن يحظى الفاشل بالتكريم.
من أسباب "بلاوي" هذا البلد من ينقلون الواقع بغير حقيقته المرّة،وهم من أوهموا الرئيس بضرورة تكريم بضعة لاعبين،وتناسوا ملايين الغاضبون!!. لم يفكروا في الجمهور..لم يعملوا له حساب،لم يخشوا غضبه..
لا نقسو على لاعبينا، لكن لو سألت احدهم:هل تستحقون التكريم؟سيجيب بلا تردد:لا وألف لا،لإدراكهم، أنهم لم يقدموا شيئاً يستحقون عليه التكريم. أي زمن اغبر أقفر هذا.. تبدلت فيه المعايير وانتفت القيم .. أصبح الشريف وضيعا والوضيع شريفا.. يطلق على (الجزار) دكتورا والطبيب جزارا.. الحرامي بطلا قوميا .. والبطل القومي حرامياً. الفاشل يُكرّم والناجح في سلة المهملات وعلى أرصفة البطالة؟!!.
أجدها فرصة هنا لمناشدة كل من تسببوا في إذلالنا وخيبة أملنا،واستكثروا على الجماهير اليمنية الفرحة البسيطة وكدروا مزاجها،ونغّصوا عيشتها أن يستقيلوا،حتى يتناسى الجمهور بمرور الوقت وقع الهزيمة المرسومة على وجوههم..رجاء ابتعدوا حتى ننسى المر والعلقم..
قال عبدالكريم الخيواني ذات يوم في إحدى مقالاته: "أيها السادة والقادة اعترفوا بخيبتكم.. اعترفوا بفشلكم بأنكم دون مستوى القيادة.. الفروسية وشرف المواجهة... توجب عليكم الاستقالة.. استقيلوا جميعا.., رجاء استقيلوا حتى نحترمكم.. لن تخسروا باستقالتكم شيئاً.. لا انتم خائفين على مدارس (الجُهّال) ولا إيجار البيوت ومصاريف رمضان.. ستستمر التسهيلات.
أيها القادة.. لم نحلم بنتيجة بنفسجية أو برتقالية,,, ولم نتوقع منكم مستقبل وردي.. لكن ثمة أمل , وضوء آخر النفق يصبغ السواد الجاثم بلون آخر أن لم يكن لون أحلامنا, سيكون رائعاً حتى بلون دماءنا.."!!.