شن وزير الشباب والرياضة هجوماً لاذعاً على المطالبين باستقالته وعدد من المسؤولين الرياضيين، بعد الخروج المزري للمنتخب اليمني من منافسة خليجي عشرين. وقال حمود عباد في حوار مع "السياسية" أمس: "من يطالب باستقالتي "معتوه".. وسأقدم نفسي للمحاكمة إذا قصرت في توفير احتياجات المنتخب. وأضاف: "الذي يطالبني بالاستقالة يكشف عن الخلل الأخلاقي في نفسه وسلوكه؛ لأن حمود عباد مثلما قلت هو رئيس للجنة المنظمة للبطولة التي نجحت في مهمتها، وليس لاعباً ولا رئيساً للمنتخب". وأشار عباد إلى أن هؤلاء الذين يتحدثون بهذا الكلام هم أنفسهم الذين كانوا يشككون بقدرة اليمن على استضافة البطولة. ورداً على سؤال بخصوص التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن إقالة عدد من الوزراء عقب انتهاء البطولة.. قال عباد إن هذه تظل تسريبات وانه مستعد للمحاكمة إذا لم تكن الإمكانيات التي سلمتها الدولة تفوق الاحتياجات التي كان يحتاجها المنتخب. وأضاف وزير الشباب والرياضة أنه لم يحدث أن تم إقالة وزير شباب ورياضة أو مسئول عن الكرة في التاريخ العربي ولا الخليجي بسبب أن منتخب بلاده أخفق. وتساءل قائلاً: "هل هذا حصل؟! فلماذا تريد أن يحصل الأمر عندنا، ونحن حققنا نجاحاً هائلاً في مجال استضافة البطولة؟"، مؤكداً أنه تم توفير كل ما يحتاجه المنتخب، ومع ذلك المحاسبة تظل والفوز والخسارة واردة لأن هذه تظل كرة قدم" حسب تعبيره. هنا كانت الجماهير اليمنية قد طالبت وزير الشباب والرياضة وعدد من المسؤولين الرياضيين بالاستقالة، عقب الهزائم التي مني بها المنتخب الوطني أمام المنتخبين السعودي والقطري. وفي هذا السياق اعتبر سياسيون وبرلمانيون تصريحات وزير الشباب والرياضة إهانة للشعب اليمني وللجماهير الرياضية التي ساندت المنتخب وصدمت بالنتائج المخيبة للآمال. وقالوا للصحوة نت :" إنه كان الأجدر بوزير الشباب والرياضة تقديم الاستقالة والاعتذار للشعب اليمني عن الهزيمة الفاضحة التي مني بها منتخبنا في "خليجي20" كأقل ما يمكن أن يطلب منه". وأضافوا:" كان الأصل أن يُقال عباد لا أن يستقيل، لكن للأسف لا يوجد في قاموس النظام الحاكم شيء اسمه إقالة بسبب الفشل والتقصير في الأداء". وقال الكاتب والمحلل السياسي علي محمد الصراري "إن ما صرح به وزير الشباب والرياضة بجاحة لم يسبق لها مثيل" . وأضاف الصراري للصحوة "إنه كان المفترض ب(عباد) أن يتواضع ويلوذ بالصمت ،ويخجل ويعتذر عن إخفاق المنتخب الوطني بدلاً من استعراض بطولات وهمية واختلاق أدوار كاذبة لا وجود لها على أرض الواقع وهو أكثر الوزراء افتقاراً للكفائة والنزاهة". واعتبر الصراري الوزير عباد "كارثة كبرى حلت على الرياضة والشباب اليمني". من جانبه عبر الكاتب أحمد قائد الأسودي عن استيائه الشديد لتصريحات عباد التي وصف فيها الشعب اليمني بالمعتوه والقاصر. وأضاف: المفترض فيمن يكون على رأس وزارة معنية بتربية النشء والشباب أن يكون على مستوى عالٍ جداً من الأخلاقيات الرفيعة التي يقتدي بها الشباب. وتابع الأسودي: هذه أول مرة ينتقد فيها عباد ونسمع منه كل هذا الكلام النابي، متسائلاُ فكيف سيكون الحال لو تعرض لما هو أكثر من هذا النقد؟، داعياً إياه إلى الاقتداء برئيس الجمهورية الذي قال إنه ينتقد على مدار الساعة ولم نسمع منه إساءة أو كلمة نابية كالتي صدرت عن عباد. واعتبر الأسودي الإخفاق الكبير الذي منيت به الكرة اليمنية نتاجاً طبيعياً لسوء الإدارة والفساد الذي تدار به البلاد ، قائلاً : إن كل فشل للمشاريع الكبرى وراءه فساد بحجمه. بدوره طالب النائب البرلماني/ عبدالعزيز جباري بإقالة وزير الشباب والرياضة ومسئولي إتحاد كرة القدم بسبب ما وصفه بأداء المنتخب الوطني المخيب للآمال. وتساءل جباري عن المليارات التي صرفت على المنتخب مقابل هذا الأداء الهزيل الذي قال إنه أسوأ أداء في تاريخ منتخباتنا الوطنية التي كان أداؤها في السابق أفضل رغم قلة الإمكانيات. واعتبر جباري تصريحات عباد كلاماً غير مسئول ويفترض فيه أن يخضع للرقابة ومساءلة البرلمان لا أن يوجه الشتائم لمنتقديه على الإخفاق. وفي سياق متصل نفى الشيخ/ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم ما تردد بأروقة البطولة عن تقديمه استقالة رسمية لوزارة الشباب والرياضة اليمنية على خلفية فشل منتخب اليمن في التأهل وتوديعه البطولة مبكراً. وأكد العيسي في تصريح للاتحاد الإماراتية أنه باق في منصبه، وأن هناك عملاً كبيراً ستشهده الكرة اليمنية خلال الفترة القادمة. ولفت العيسي إلى أن المنتخب اليمني خذل الجميع من دون شك، ولكن ذلك لا يعني التقدم بالاستقالة، خاصة أن السلطات الحكومية تعلم مدى الجهد الذي قام به اتحاد اللعبة من أجل ذلك. وقال:" لن أتردد في الاستقالة والابتعاد عن الاتحاد متى ما رأيت أن ذلك سيخدم الكرة اليمنية، وطالما أن ذلك لن يفيد أحداً سوى المنتقدين وصائدي الأخطاء فقط، فأنا باق في منصبي دون الالتفات لمن يحاول الترويج للشائعات والأقاويل حول الاتحاد اليمني".
