خلافا للتوقعات بنشوب حرب سادسة التي لا يكف المراقبون عن إطلاقها عند أي حادث، يبدو أن طرفا النزاع في محافظة صعدة (شمال اليمن) لجئا عمليا إلى تكتيك جديد يعرف في المفاهيم العسكرية ب"حرب الاستنزاف". ففي الوقت الذي نقل موقع "سبتمبر نت" عن مصدر محلي في صعدة أن "اللجنة الرئاسية المشرفة على إحلال السلام في محافظة صعدة استأنفت مهامها أمس بالنزول إلى منطقة المهاذر واطلعت على الخروقات والاعتداءات التي قامت بها العناصر الخارجة عن القانون من أتباع الحوثي"، اتهم مكتب عبدالملك الحوثي قوات الجيش بتصعيد ضرباته في أكثر مناطق المحافظة. وأكد مصدر محلي ل"26 سبتمبرنت" أن استئناف اللجنة مهامها يأتي بعد جملة من "الاعتداءات التي نفذتها عناصر التخريب في الآونة الأخيرة في بعض مناطق صعدة مستهدفة المواطنين ونقاطا أمنية وأفرادا من القوات المسلحة ودوريات لقوات الأمن آخرها الاعتداء الذي استهدف قبل يومين دورية للأمن في منطقة العند وأدى إلى استشهاد أربعة من رجال الأمن بينهم قائد حرس محافظ محافظة صعدة وإصابة أربعة آخرين", مشيرا إلى أن اللجنة الرئاسية ستقوم اليوم بزيارة منطقة بني معاذ. لكن مكتب الحوثي أورد النقيض من رواية المصدر المشار إليه آنفا. وفي بيان له قال الحوثي أنه "في منطقتي المهاذر وآل عمار، وبعد أن استجبنا للجنة الوساطة وانسحبنا من المواقع ورفعنا النقاط، فوجئنا بالجيش يخلُفنا في تلك المواقع والنقاط ويباشر الضرب على بيوت المواطنين في مناطق الخيام ، وآل عمار، وسوق الليل، مستغلين الانسحاب الذي بادرنا به من أجل المصلحة العامة والاستقرار العام، وقد حصلت إصابات بالغة في بيوت المواطنين وممتلكاتهم العامة". ولفت الحوثي الى الهجمات التي تعرض لها أنصاره في غمر ومديرية شدا، مستعرضا الانتصارات التي حصدتها مليشاته تحت ذريعة ما يطلق عليه الدفاع عن النفس، "حيث تمت السيطرة على المناطق المستحدثة في (مديرية شدا) وإزالة النقاط العسكرية وإلحاق المعتدين خسارة فادحة ولم يأخذوا العبرة من نتائج المواجهات الأخيرة في نفس المديرية حيث تمت السيطرة عليها بالكامل وأسر عشرات الجنود والكثير من الرشاشات الثقيلة والخفيفة والسيارات العسكرية، وكذلك في (مديرية غمر) ما زالت المواجهات مستمرة وإنشاء الله سيبوء المعتدون الظالمون بالخسارة والهزيمة كما تعودوا دائما"، حسب بيان للحوثي. من جهة أخرى قال أمين عام المجلس المحلي في محافظة صعدة محمد العماد أن عناصر خارجة عن القانون من أتباع الحوثي "ما زالوا يقطعون الطرق في منطقتي المهاذر وبني معاذ، وأنهم تسببوا في تعطيل أكثر من مشروع تنموي في بعض المناطق التي يسيطرون عليها ويهاجمون نقاط أمنية في مديرية الظاهر , كما تسببوا بإلحاق خسائر كبيرة بالمزارعين من أبناء المحافظة نتيجة قطعهم الطرق ومنع المزارعين من نقل محاصيلهم إلى مديريات أخرى داخل المحافظة والى خارجها". وتوقع العماد، في تصريح لموقع الجيش "سبتمبر نت" أن تتسبب تلك الأعمال لأتباع الحوثي في خسارة المزارعين وخاصة مزارعي الرمان مئات ملايين الريالات وجعل محصولهم من الرمان هذا العام عرضة للكساد، لعدم تمكن كثير منهم من تسويقها في المحافظات الأخرى , وأوضح العماد أن هناك أكثر من 140 ألفا من أبناء محافظة صعدة يعملون في زراعة وتسويق الرمان الذي ينتج في عدة مديريات ك" سحار ومجز والصفراء ومديرية صعدة , إضافة إلى بعض المديريات المجاورة لحوض صعدة. غير أن مكتب الحوثي أشار في هامش بيانه إلى ما اسماه تعمد الجيش والسلطة "سنويا إقلاق الأمن وقطع الطرقات في بداية الموسم الزراعي لصعدة، لئلا يستفيد المواطنون في صعدة من جني ثمارهم التي بذلوا في تحصيلها جهودا كبيرة طوال العام، وذلك يأتي ضمن سياسة الظلمة القائمة على تجويع الناس وإبقائهم في الفقر والضائقة المالية الشديدة، وليتسنى للجيش الموجود هناك وهم أعداد كبيرة أكل منتجات مزارعي صعدة دون مقابل، أو بمقابل بخس، وهذه حيلة لسرقة جهود المواطنين عرفت عنهم". *الصورة لبرج الدبابة التي اعطبتها مليشيا الحوثي قبل يومين في المهاذر