كلما تعقد المشهد السياسي اليمني نؤكد دوما أن بعد الشدة فرج وأن تلك مشيئة الله بأن يستكبر صناع القرار في النظام لكي يقول الشعب كلمته ويخرج ليفرغ التراكمات التي مورست ضده لعقود عدة تسيدها الفساد والمحسوبية والرشوة والمهزلة في النظام والقانون لكن يبدو أن المشترك قرر أن يكون هو المعطل الرسمي والوحيد لخروج الشعب إلى الشارع ليقول كلمته ويسمع صوته ويفهم من لا يزال لم يفهمه. الجمعة الفائتة، عقد الحزب الحاكم اجتماعا استثنائيا برئاسة الرئيس علي عبدا لله صالح يطالب فيه المشترك بالحوار في حين قال المشترك أنه سيعقد اجتماعا للرد علية ويبدو أن المؤتمر قد فهم عشرات الآلاف التي خرجت إلى الشوارع في العاصمة صنعاء تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح في حين أن أن المشترك لم يفهم تلك الجماهير التي هتفت لإسقاط النظام موازاة بما حدث في تونس وما يحدث في مصر حاليا فالشعب اليمني ليس أقل حرية من الشعب التونسي والمصري وأن 33 عاما من حكم الفرد قد عفي عليها الزمن ويجب أن تكون من مؤلمات الماضي التي لا يمكن أن يقبل بها أي مواطن يمني حر وشريف. لطالما كان المشترك هو أملنا الوحيد كبديل موجود في الساحة ليحل محل النظام القائم الذي أثبت فشله تماما وعلى المشترك اليوم أن يحدد موقفة بوضوح هل سيقف إلى جوار الثورة اليمنية المقبلة أم سيمضي في الحوارات العبثية التي تديرها السلطة للهروب من استحقاقات الديمقراطية التي تعم عدد من دول عربية لنيل حريتها والتأسيس لدولة ديمقراطية حديثة خالية من حكم الأسرة التي تنهب الثروات وتجعل البلدان كإقطاعيات خاصة بها. الكثير من شباب اليمن أدرك أن الدور القادم سيكون من نصيبهم وهم يعملون بجهود حثيثة على إشعال جذوة التغيير وقد بدأ هؤلاء خطوات تنظيمية عديدة منها إنشاء صفحة سميت "دعوة للمساهمة الفعلية في ثورة الشباب اليمني". وقد دعا هؤلاء الشباب عبر صفحات عدة أنشأت في موقع الشبكة الاجتماعية الفيس بوك بأن يكون 3 فبراير الموافق يوم الخميس المقبل، هو يوم ثورة الغضب في اليمن وعلى كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني نصرتنا والخروج معنا في مظاهرات سلمية ستعم ربوع الوطن.