خرج صباح اليوم الخميس نحو مليون يمني للمشاركة في مظاهرات ومهرجانات دعت لها أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في مختلف محافظات اليمن، للضغط على صالح بتقديم تنازلات حقيقية تفضي إلى تداول سلمي للسلطة. كما طالب متظاهرون وقادة في المشترك برحيل صالح عن السلطة على الفور. ففي أمانة العاصمة شارك أكثر من 100 ألف متظاهر في مهرجان كبير اكتض المشاركين فيه بالشارع العام أمام جامعة صنعاء والطرقات الفرعية المؤدية إلى الجامعة، وحضره قيادات أحزاب اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني. وردد المتظاهرون فيه شعارات مناوئه للنظام وتطالب برحيله من بينها "الشعب يريد اسقاط النظام" لكنه المهرجان انتهى ظهيرة اليوم كغيره من مهرجانات المشترك التي عمت جميع محافظات الجمهورية. ولم يشهد مهرجان أمانة العاصمة أية صدامات مع قوى الأمن التي اكتفت مجاميع منها بالتمركز في أسطح المنازل والبنايات المجاورة للجامعة، لكن المشترك كان قد نقل مكان مهرجانه إلى الجامعة الجديدة قبل ساعات من انطلاقته بعدما "احتل أشخاص موالون لنظام صالح ميدان التحرير" الذي كان من المقرر إقامة مهرجان المشترك فيه. وطبقاً لإحصائية تقريبية جمعها المصدر أونلاين عبر شبكة مراسليه في مختلف المحافظات فإن المشاركون في مهرجانات ومظاهرات المشترك اليوم يبلغون نحو مليون شخص بينهم نساء، حيث شارك في مدينة تعز أكثر من 100 ألف متظاهر، كما شهدت محافظة إب هي الأخرى مهرجان مماثل أكدت مصادر متعددة تقديرات المشاركين بأكثر من 100 ألف أيضاً. وفي محافظة صنعاء، أقيم مهرجان كبير في مديرية همدان وشارك فيه نحو 100 ألف متظاهر ، وذكر مراسل المصدر أونلاين إن مشائخ قبليون فشلوا في إعاقة وصول المشاركين من منطقة الحيمة الداخلية إلى المهرجان. وألقيت في المهرجان عدد من الكلمات المعبرة عن سخطها من نظام الحكم في اليمن، أبرزها كلمة للدكتور محمد السعدي الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح، وعضو البرلمان الشيخ منصور الحنق، وحميد عاصم الأمين المساعد للحزب الناصري بالمحافظة، والنائب ربيش العليي. أما مدينة عدن، فكانت على العكس من ذلك، حيث تمكن الجيش من إعاقة مهرجان المشترك وآخر للحراك، لكن المئات شاركوا في مهرجان أقيم في صيرة. وذكر مراسل المصدر أونلاين إن قوى الأمن والجيش فرقت المتظاهرين في المعلا وكريتر باستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع ما أدى إلى إصابة شخصين، كما اعتقل الأمن نحو 22 شخصاً من أنصار المشترك في المحافظة. وفي زنجبار بمحافظة أبين شارك المئات من أنصار المشترك في مظاهرة دون وقوع أية صدامات مع الأمن. كما شارك أكثر من 4000 شخص في مظاهرة ومهرجان حاشد بمدينة الوهط بمحافظة لحج. وامتاز مهرجان لحج بحضور الفنان الشعبي فهد القرني الذي قدم مسرحية بعنوان "تونسوها" في إشارة إلى تغيير الوضع في اليمن على غرار ما حدث في تونس. وقال مراسل المصدر أونلاين إن الفنان القرني دعا خلال مسرحيته الرئيس صالح بأن يرحل عن السلطة. واشار إلى إن الأمن حاول منع بعض القادمين على متن السيارات في منطقة الحسيني من الدخول لمكان المهرجان. وقال النائب عبدالله العديني الذي حضر مهرجان لحج "إن اليمن يحترق بفعل الفساد الشامل والاستبداد الكامل وأن عام 2011 هو عام تساقط الطغاة". ولم تكن محافظة حجة بعيدة عن مظاهرات المشترك، حيث احتشد نحو 30 ألف متظاهر من مختلف مديريات المحافظة في مهرجان أقيم أمام المجمع الحكومي بالمحافظة، وشارك في المهرجان قيادات في المشترك وأعضاء برلمان. محافظة مأرب هي الأخرى شهدت مهرجاناً مماثلاً، وقال مراسل المصدر أونلاين إن أكثر من 20 ألف متظاهر شارك في المهرجان الذي أقيم في ساحة الحرية وسط مدينة مأرب، وحضره النائب علي عبدربه القاضي رئيس كتلة المستقلين الذي ألقى كلمة خلال المهرجان إلى جانب كلمات أخرى للشيخ مرسل علي قبلي نمران وقيادات أخرى في المشترك ولجنة الحوار الوطني. وفي محافظة البيضاء، قال مراسل المصدر أونلاين إن نحو خمسة آلاف متظاهر شاركوا في مهرجان المشترك الذي أقيم خارج المدينة تفاديا ً لعدم التسبب في إغلاق التجار لمحلاتهم. وشهدت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة مهرجانا حاشداً لأنصار المشترك بمشاركة نحو 8 آلاف شخص. في حين أقيم مهرجان للحراك في منطقة عزان بمشاركة نحو خمسة آلاف شخص. وشارك في مهرجان لمشترك ريمة أقيم بمدينة الجبين 3 آلاف متظاهر. كما شارك في مهرجان مشترك محافظة ذمار 10 متظاهر على الأقل حيث أقيم قرب الاستاد الرياضي وسط المدينة. وتوافد نحو 10 ألف شخص للمشاركة في مهرجان للمشترك أقيم بمحافظة الضالع جنوب اليمن. كما شهدت محافظات المحويت وعمران والمهرة وصعدة والجوف وحضرموت مهرجانات مماثلة بمشاركة عشرات الآلاف من أنصار المشترك لينهي بذلك أكبر تكتل معارض في البلاد المرحلة الأولى مما أطلق عليها "الهبة الشعبية" التي أعد لها برنامج تصعيدي احتجاجاً على إجراءات المنفردة التي اتخذها الحزب الحاكم في اليمن. اللافت إن المدن الرئيسية في مختلف المحافظات شهدت صباح اليوم توجساً وحذراً من قبل المواطنين والتجار الذين أغلقوا محلاتهم التجارية تحسباً لاندلاع أي مظاهرات شغب وذلك إثر إشاعات روج لها مقربون من النظام الحاكم بهدف إخافة المواطنين من المشاركة بمهرجانات المشترك في محاولة لإفشالها.