جمع حوله المنافقين والمتزلفين والفاسدين والمفسدين فأضلوه سواء السبيل فاستخف بشعبه، وتفرعن في مسلكه، وبدد إمكانيات بلده، وأهان كرامة مواطنيه، وأصبح مطية لأعدائه وأعداء أمته. أقنعه حملة المباخر أنه الملهم الذي لا يسأل عما يعمل. ملئت في عهده السجون وأذلت تحت سمعه وبصرة كرامة مواطنيه وانتهكت الحقوق، وعم الظلم وزيفت إرادة الشعب بانتخابات مزيفة أدارها البلاطجة وحملة المباخر وأجهزة الأمن والمال الحرام، وبعد ثلاثين عاماً من حكم جائر ظالم فاسد أراد إضافة عقود أخرى لا يسلم رايتها إلا لابنه فزيف الانتخابات من جديد وأقصى منها زوراً كل الآخرين ودقت فرقة حسب الله فرحاً بالنصر فقد خلا مجلس الشعب من كل معارض وأصبح طوع بنان فرعون مصر بأمره يتم ترشيح رئيس مصر القادم، وبأمره يعدل الدستور، وبإشارته ترتفع الأيدي وتنخفض، وتصور حسني أن نواطير مصر نامت عن ثعالبها ولكن عين الله لم تكن غافلة عما يعملون.. دقت ساعة الحساب من تونس وحين تهاوى طاغية تونس سخر فرعون مصر وتسابق حملة المباخر ليقولوا له تونس حاجة ومصر حاجة ثانية. حسني حاجة وابن علي حاجة ثانية.. وحين كبر شباب مصر وهتفوا بسقوط النظام وأهله استخف بهم فرعون فأرسل حميره وخيوله وبلاطجته ومولهم بأموال شعب مصر ليقتلوا أبناءها الذين خرجوا يهتفون بسقوط الظلم والظالمين وكانت دماء ثورة الشباب هي الشعلة التي أحرقت الدكتاتور فتلاشى بلاطجته وتهاوت أجهزته الأمنية فالمرتزقة لا يلعبون إلا عند السلامة، والتفت إلى الجيش فوجده جيش مصر وجيش شعب مصر وليس جيش الطغاة والفراعنة وهم حماة مصر وشعبه وحماة دستوره وسيادته وليسوا حرس الدكتاتور وبلاطجته وملياراته السبعين التي سرقها من فم الجائعين والبائسين والمحرومين. حينها قرر أن يلقي كلمة وفي ذهنه ما قاله المنافقون وحمله المباخر أن كلامه سحر وأن الشعب كل الشعب يهزهم حديثه ويقنعهم كلامه وينسيهم كل مساوئ أعماله وذهبت كلماته أدراج الرياح فقد خبره الشعب طوال ثلاثين عاماً وكابن علي خطب مرة ثانية وكانت الثالثة خطبة الوداع لقد فهم أخيراً وبعد فوات الأوان وذهب مذموماً مدحوراً وكانت أمامه فرصة أفضل لكنه تولى ليصيبه الله ببعض ذنوبه. حملة المباخر أول من قدم إلى دار الرئاسة ليقولوا اليمن حاجة ومصر حاجة ثانية، حسني حاجة وعلي حاجة ثانية، لو كان الجيش بقيادة جمال وإخوانه ما حصل ما حصل.. إنهم يخدعون ولي نعمتهم تحت شعار استعين على العديم بشوره وإلا فإنهم يعلمون أن الجيش ليس قائداً وحسب، الجيش جنود وضباط قدموا من هذا الشعب وإليه ينتمون ولكل منهم أخ وأب وعم وأخت وأم وصديق وضمير وحين يحاس الحيس سيجد نفسه معهم وإلى جانبهم وسيتذكر كل معاناته ومعاناتهم والجندي اليوم والضابط يقرأون ويسمعون ويتابعون ويعرفون أكثر مما تظنون وحينها سوف يسأل من أجل ماذا فقير يضرب فقيراً؟ ومن أجل ماذا يموت ويميت؟ أفي سبيل من أفقروهم ليغنوا وأذلوهم ليطغوا ورموهم إلى الموت ليبقوا؟ وحينها فقط سوف يفهم الحكام وبعد فوات الأوان. لكي تتفادى اليمن الكارثة ويتدارك الحكام النقمة، وتحسن لهم الخاتمة عليهم أن يفهموا مبكراً فيقدموا للناس ما يريدونه فإن استمروا استمروا برضا الناس وإرادتهم ومحبتهم، وإن خرجوا خرجوا معززين مكرمين موصوفين بالحكمة والعقل. هذا رأيي وذاك رأي حملة المباخر وكما يقول المثل "عقلك في رأسك اربى خلاصك"، اقرأوا التاريخ جيداً لأنه لو دامت لغيركم ما وصلت إليكم.. وشباب اليمن ليسوا أقل معاناة من شباب مصر وتونس ولا هم أقل شجاعة ولا أضعف غيرة على وطنهم وشعبهم ولا أقل استعداداً للتضحية. اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه.