استشهد صباح اليوم السبت الشاب عرفات عبد العليم القباطي 32 عاما في رأسه برصاص قناصة أدى إلى وفاته على الفور، عندما كان واقفاً أمام نافذة مكتبه في شارع الزبيرى يشاهد قوات الأمن وهي تمنع مئات المتظاهرين من الوصول إلى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. حصل الشاب عرفات القباطي على شهادة بكلاريوس محاسبة، ويشهد له الناس بعفة القلب واليد واللسان ولم يتمكن من الزواج حتى اختاره الله إلى جواره برصاص قناص أصابه في الرأس.
عرفات هو العامل الوحيد بين ستة من إخوته أربعة ذكور ووالده ووالدته الذين يعولهم جميعا براتب لا يتجاوز خمسين ألف ريال، وسيارة أجرة قديمة يعمل فيها بعد نهاية الدوام لتوفير احتياجات الحياة وإيجار المنزل.
كثيرا ما كان عرفات يعلن ملله من هذه الحياة التي فرضت شروطا غير عادله على أبناء اليمن ليعيشوا حالة تعاسة على حساب وفرة من المال والبذخ يعيشها من يستأثر بثروته أمام عينه .. كان عرفات محاسبا في شركة (csc) لأنظمة المعلومات.
كان القباطي قد غادر ميدان التغيير الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم أمس الجمعة على أمل أن يعود إليه ليكون مشاركا في صنع حلمه وحلم الملايين من أبناء جيله بصنع حياة أفضل.
في أحد جيوب عرفات كانت هناك ورقة ملفوفة ومغمسة بالدم .. كل ما فيها رسالة إلى جنود القوات المسلحة والأمن تطالبهم بمساندة المعتصمين ضد النظام.
ولد عرفات في قرية والده بالقبيطة وعاش جزءا من عمره مغتربا في السعودية مع والده الذي كان يعمل كإمام مسجد.