دفعت مجزرة ساحة التغيير الذي راح ضحيتها 52 قتيلاً، وزيرة حقوق الإنسان الدكتور هدى ألبان إلى إعلان استقالتها من الحكومة يوم السبت. وليست ألبان وحدها التي اتخذت هذا القرار، بل انضم إليها وكيل الوزارة علي صالح تيسير، ومدير مكتبها عادل محمد اليزيدي، الذين قدموا استقالة جماعية إلى الرئيس صالح احتجاجاً على ما تتعرض له أوضاع حقوق الإنسان في اليمن. وتكون هدى ألبان بذلك هي ثالث وزير يمني يقدم استقالته من الحكومة اليمنية تنديداً بأعمال القمع ضد المحتجين المطالبين برحيل صالح عن السلطة، بعدما كان وزير الأوقاف حمود الهتار ونبيل الفقيه وزير السياحة قد قدما استقالتهما في وقت سابق لذات الأسباب. وجاء في خطاب الاستقالة الجماعية للوزيرة ألبان ومدير مكتبها ووكيل الوزارة "نظرا للظروف غير الطبيعية التي تتعرض لها أوضاع حقوق الإنسان في اليمن والانتهاكات المحرمة شرعا وتشريعا التي وضعتنا في ظرف حرج يمنع من الاستمرار في وظائفنا في ظل نظام لا يحترم حقوق الناس وحرياتهم المكفولة، فإننا نتقدم باستقالاتنا احتجاجا علي هذه الأوضاع غير المشجعة". إلى ذلك، أعلن محمد راوح القدسي استقالته من عضوية الهيئة الاستشارية لتنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي ومن عضويته في اللجنة الدائمة للحزب الحاكم بسبب ما أسماه بالتوجه الدموي للنظام الحاكم. وتتواصل سلسلة الاستقالات من الحكومة اليمنية والحزب الحاكم منذ أيام مضت بسبب أعمال القمع والبلطجة التي يمارسها نظام صالح ضد المحتجين السلميين في ساحات التغيير والحرية. وعززت المجزرة التي ارتكبتها القوات الخاصة لصالح بحق المحتجين في ساحة التغيير وأدت إلى مقتل وجرح المئات من وتيرة الاستقالات من حزبه. وكان سفير اليمن في بيروت فيصل أمين أبو راس قد استقال من منصبه لذات السبب، كما استقال يوم السبت كلاً نصر طه مصطفى من منصبه كرئيساً لوكالة الأنباء اليمنية سبأ، وسمير اليوسفي رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الرسمية، ومستشارة وزارة الخارجية جميلة على رجاء، والدكتور فارس السقاف رئيس الهيئة العام للكتاب، والأديب المعروف خالد الرويشان وزير الثقافة السابق وعضو مجلس الشورى، ومحافظ شبوة الأسبق محمد صالح قرعة الذي استقال هو الآخر من عضوية الحزب الحاكم، كما أعلن وكيل وزارة التربية والتعليم محمد عبدالله زبارة استقالته من منصبه والحزب الحاكم.