قال وزير التجارة اليمني إن اليمنيين الذين يشعرون بقلق من تدهور الأزمة السياسية بشأن حكم الرئيس علي عبد الله صالح بدأوا تخزين الأغذية الأساسية كالقمح والسكر مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وقال هشام شرف عبد الله لرويترز إن أسعار التجزئة للقمح ارتفعت بأكثر من 15 في المئة خلال الشهر المنصرم مع استمرار المواجهة بينما ارتفعت أسعار سلع غذائية رئيسية أخرى بنسب تتراوح بين 10 في المئة و15 في المئة.
وقال عبد الله لرويترز في مقابلة أجريت في ساعة متأخرة أمس الاثنين ان هذا يرجع إلى المناخ السياسي وان الناس تشتري أي شيء بأي سعر إذا عرفوا أنه سيختفي ومن ثم يحتفظون به في بيوتهم.
واضاف انهم يخشون أن تغلق المتاجر أبوابها إذا اندلعت حرب أهلية أو اشتباكات وعندها سيرفع التجار أنفسهم الأسعار بنسب تصل حتى إلى 50 في المئة.
وتعثرت محادثات مباشرة في اليمن بشأن انتقال السلطة بعد أسابيع من المظاهرات المؤيدة للديمقراطية ولكن مصادر قريبة من المحادثات قالت إنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق.
ويخشى حلفاء اليمن الغربيون والسعوديون وكذلك كثير من اليمنيين أن تندلع اشتباكات بين وحدات عسكرية متصارعة اذا استمر جمود العملية السياسية.
وثارت تلك المخاوف بعد أن ساند اللواء علي محسن وهو من كبار قيادات الجيش اليمني المحتجين وأرسل قوات لحمايتهم مما أطلق سلسلة من الانشقاقات والضغوط المتزايدة على الرئيس صالح الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما كي يتفاوض على انتقال أسرع للسلطة.
ولم يكن لدى وزير التجارة اليمني بيانات عن كميات الطعام الإضافية التي تشتريها الأسر اليمنية لكنه شبه ذلك بضعف الكمية التي تشتريها العائلة لتغطية احتياجاتها خلال شهر رمضان.
ولكن عبد الله قال إن هناك وفرة من الطعام لتلبية الطلب في اليمن الذي يعتمد بشدة على الواردات والذي يواجه مناخا جافا على نحو متزايد وارتفاعا في عدد السكان مع تقلص في الحاصلات نتيجة لقلة الأمطار ونضوب المياه الجوفية.
وقال عبد الله ان الطعام متوافر ومن ثم يمكن لمن لديه مال أن يشتري وانه لا يوجد نقص أو ندرة في الطعام.
واليمن الذي يستورد عادة حوالي مليوني طن من القمح سنويا اشترى بالفعل 600 ألف طن بينما هناك حوالي 500 ألف طن أخرى في الطريق وجرى التعاقد على مليون طن أخرى من المقرر أن تصل في النصف الثاني من العام.
وقال عبد الله إن هناك بعض التلاعب في السوق حيث يقلل تجار التجزئة المعروض من السلع الأساسية ويرفعون الأسعار. ولكن الحكومة ترفض التعامل معهم بشدة وتغلق متاجرهم خوفا من أن يؤدي ذلك إلى ذعر.