كانت مدة شهر من عمر الثورة كافية ليستعيد اليمنيون ذاكرتهم الفنية، وتحفيز مواهب فنانين منهم. يتصدر أيوب تلك الذاكرة بأغنيات: الهتافات، يا سماوات بلادي، أشرقي فوق سمائي يا سيوفي. وأصبح للنشيد الوطني الذي لحنه أيوب وكتب الفضول كلماته، مذاق آخر، فكل يوم يقف المعتصمون في ساحات الجمهورية لسماع النشيد الوطني في وقت واحد الساعة الرابعة مساء كل يوم. يقول مصطفى الذي كان يستيقظ صباحا لطابور الهتاف في معسكره: لأول مرة أشعر بقيمة النشيد الوطني. من الطبيعي أن تستمع للأغاني الوطنية في كل مكان؛ في المحلات ومع أصحاب السيارات الخاصة والأجرة. يقول أحد بائعي الأشرطة والسيديهات إن الإقبال على أغاني أيوب يجعله يتصدر الفنانين، فأيوب، كما يقول علي، أغانيه رغم قدمها لم تغنَّ إلا اليوم. فيما يقف الآنسي هاتفاً: "نحن الشباب"، والمعطري صارخاً: "أنا يمني"، ليهتف المعتصمون معهم. ويعترف أبو بكر سالم بحبه لأمه اليمن. في الشهر الأول للثورة، أصدر مجموعة من المنشدين أناشيد موضوعاتها تطالب بالرحيل وتسجل مواقف لهم في نصرة الثورة في كلماتها إسقاط النظام. في المقابل تتصدر مجموعة من الأغاني كأغنية أمين حاميم "يمانون" وهي من الأغاني التي تمجد الشعب والوطن. أغاني أخرى تستخدم ألحانا قديمة بكلمات جديدة كأغنية الثلاثي الكوكباني الشهيرة "عاهدنا الله" تقول الأغنية الجديدة "عاهدنا الله ورسول الله أن ترحل يا علي عبدالله"، قد يعني ذلك استدعاء لأغنية أحدثت الكثير في أذهان اليمنيين. فنانون انضموا للمعتصمين لكنهم لم يغنوا أغاني جديدة، فالفنان الأخفش الذي يسكن قريبا من ساحة التغيير بصنعاء، انضم للمعتصمين منذ بداية الاعتصام. ويختلف عنه الفنان أحمد فتحي الذي رأيناه فجأة في بلده الحديدة يغنى للمعتصمين "يا معتصم"، ويقال إنه اعتذر عن الغناء في صنعاء ورفض أي ترتيب لاستقباله. أكثر الأغاني التي تساند الثورة هي أغنية المعتصم، ويتداولها مستخدمي "يوتيوب"، كما شارك بها المعتصمون، وتبث في قناة الجزيرة مباشر في فقرة شارك. فايدة كامل التي غنت الأغنية الشهيرة لليمن "بالإرادة والعزيمة والجهاد اليمن أعلنها ثورة ع الفساد" تستعيد اعتبارها اليوم. من الأغاني المحدثة أيضا تتصدر أغنية عبود خواجة المشهد الغنائي للثورة التي يعلن التضامن معها، فيقوم بتغيير لحن قديم يتحدث عن الحراك إلى أغنية تدعو الرئيس للرحيل، ويحيي الثورة. كما تنشط قناة سهيل في جانب الثوار، وتبث مجموعة من الأغاني والكليبات الجديدة لأناشيد وأغانٍ جديدة للمنشدين جميل القاضي، أمين حاميم، وفنانين آخرين. فهد القرني المعروف بإصداراته السياسية، يكتفي بالمشاركة في الاعتصامات، كما ويبدو أن لديه الكثير من الإصدارات التي سبقت الجميع في الدعوة للثورة. أما الفنان محمد الأضرعي فأصدر ألبوما بعنوان "إسقاط النظام" يستخدم ألحانا قديمة، كما غنى بعضها في إذاعة ساحة التغيير هو ومجموعته الشهيرة التي أصدرت أول ألبوم سياسي بعنوان "هذا حرام"، وتتناقل مواقع الانترنت أغنيته كما تبثها قناة الحوار بشكل متكرر.