قال شاهدان ان قوات غير نظامية موالية للرئيس السوري بشار الاسد اطلقوا النار يوم الاحد باتجاه مجموعة من الاشخاص كانوا يحرسون مسجدا في بانياس مع تصاعد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في المدينة الساحلية. وانتشرت الاحتجاجات المعارضة لحكم الاسد المستمر منذ 11 عاما في انحاء سوريا رغم محاولاته لنزع فتيل السخط الشعبي بالقيام ببعض اللفتات الاصلاحية. وقتل 90 شخصا على الاقل في الاضطرابات.
وانتشرت الدبابات خلال الليل في المنطقة الشمالية لمدينة بانياس الساحلية مما يكثف الحملة الصارمة على المعارضة الشعبية في سوريا التي دخلت أسبوعها الرابع.
وقال طبيب وأستاذ جامعي ان المجموعة المسلحة بالعصي كانت تحرس مسجد ابو بكر الصديق أثناء صلاة الفجر عندما اطلق موالون للاسد من الاقلية العلوية الحاكمة يعرفون باسم "الشبيحة" النار من سيارات مسرعة باتجاه المجموعة مستخدمين البنادق الالية.
وقال الشاهدان ان اطلاق النار ادى الى جرح خمسة أشخاص من بينهم رجل يبلغ من العمر 47 عاما أصيب برصاصة في الصدر.
وجاء الهجوم بعد مظاهرة شارك فيها ما يقرب من ألفي شخص في بانياس يوم الجمعة عندما هتف المتظاهرون قائلين "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو الهتاف الذي كان عنوان الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس اللتين كانتا الهاما لاحتجاجات متزايدة في انحاء سوريا ضد عقود من الهيمنة العلوية.
وقال الطبيب الذي كان موجودا في مكان اطلاق النار "اصيب اربعة اشخاص في سيقانهم. واصيب الخامس بأخطر اصابة وهي طلقة أيه.كي-47 اخترقت الجانب الايمن من صدره."
وقال الشاهد الثاني "النظام يريد ان يظهر الامر وكأنه مسألة سنية علوية لكن السنة في بانياس يعرفون ان أقلية من البلطجية هي التي تتعاون معهم."
واضاف "بانياس مدينة يسكنها 50 ألف شخص. كلنا نعرف بعضنا البعض وبالتأكيد سنعرف اذا دخل بيننا غرباء". وقال ان التلفزيون الحكومي السوري هو وسيلة الاعلام الوحيدة المتاحة في بانياس مثلها في ذلك مثل غيرها من المدن التي تشهد احتجاجات.
وسوف يؤدي أي سقوط لسوريا في عدم الاستقرار الى اثار استراتيجية كبيرة لانها تقع في قلب الصراع العربي الاسرائيلي ولانها تشترك مع ايران في تحالف معاد لاسرائيل وتدعم كلا من حزب الله وحركة حماس.
وألقت سوريا باللائمة في الاضطرابات التي لم يسبق لها مثيل على "جماعات مسلحة" تطلق النار بشكل عشوائي على المواطنين وعلى قوات الامن على حد سواء.
وقال سكان في وقت سابق ان الدبابات انتشرت بالقرب من مصفاة بانياس النفطية وهي واحدة من مصفاتين تملكهما سوريا بالقرب من حي قصور العلوي حيث يوجد المستشفى الرئيسي في المدينة.
وقال الاسد ان ما وصفه بقرب السلطات السورية من الشعب هو الذي سيحمي سوريا من امتداد ما جرى في دول عربية اخرى من انتفاضات شعبية الى سوريا.
وخرج الاف المحتجين في شوارع البلاد البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة مستنكرين ما يرونهم أعضاء فاسدين في أسرة الاسد.
وحطم المحتجون في مدينة درعا تماثيل لافراد من اسرة الاسد واشعلوا النار في مبان لحزب البعث الذي يحكم سوريا منذ 1963.
وفي منطقة الحولة بمحافظة حمص في وسط البلاد الى الشمال من دمشق شوهد أفراد أمن وهم ينزلون من حافلات. ولم يسفر قرار الاسد قبل عدة أيام بعزل محافظ حمص عن تهدئة المحتجين.
وقال شهود يوم السبت ان قوات الامن استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق الاف المشيعين في مدينة درعا بجنوب سوريا والتي تفجرت فيها اول الاحتجاجات في مارس اذار وذلك بعد جنازة حاشدة لتشييع محتجين قتلوا يوم الجمعة. وتجمع المشيعون قرب المسجد العمري في الحي القديم بدرعا.
وذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا أن 26 محتجا قتلوا في درعا يوم الجمعة.
وذكر بيان على موقعها على الانترنت يوم الاحد اسماء 26 شخصا قتلوا في درعا واثنين في حمص كما نشرت اسماء 13 شخصا اعتقلوا على مدى الايام العشرة الماضية.
ومنعت سوريا التغطية الاعلامية في درعا وانقطعت اتصالات الهواتف المحمولة فيما يبدو.
ولجأ الاسد الى وحدات من الشرطة السرية وقوات موالية غير نظامية ووحدات من الجيش لمواجهة هذا التحدي الذي لم يسبق له مثيل.
ولجأ الى استخدام القوة حيث يقول نشطاء وشهود عيان ان قواته أطلقت النار على متظاهرين عزل مما أسفر عن مقتل عشرات وفي الوقت ذاته اتخذ خطوات مثل الوعد بالغاء قانون الطواريء المطبق منذ نحو 50 عاما وفرض قانون مكافحة الارهاب بدلا منه.
ومنح قانون الطوارئ أجهزة الامن السورية حرية واسعة للقضاء على كافة اشكال الاحتجاج الشعبي حتى انتشرت الاضطرابات المطالبة بالديمقراطية في سوريا بعد ما حدث في مصر وتونس ودول اخرى في العالم العربي هذا العام.
ويقول الاسد ان المحتجين يخدمون مؤامرة خارجية لاذكاء الفتنة الطائفية.
واستخدم والده الرئيس الراحل حافظ الاسد لهجة مماثلة عندما قمع اليساريين والاسلاميين الذين كانوا يعارضون حكمه في الثمانينات مما أسفر عن مقتل الالاف.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ان الاسد قال خلال اجتماع مع وزير الخارجية البلغاري ان سوريا تسير على طريق الاصلاح الشامل وانها منفتحة للاستفادة من خبرات الدول الاوروبية.