هل يعجبكم حال اليمن في الألفية الثالثة ؟ ما يجري ويمارس من قبل النظام من ظلم وهضم للحقوق ، فساد ليس له حدود ومصادرة للحريات، وعندما يتكلم أي شخص عن فساد النظام وضرورة التغيير، يقابل بالسب والتهديد والوعيد والقمع والخطف والانتهاك لكرامة الإنسان ! أما آن الأوان لشعبنا اليمني العظيم أن يقول كلمته بلا تردد ولا خوف، أن يعلن للعالم أجمع أنه ثار ثورة سلمية يستطيع من خلالها إجبار النظام الفاسد المستبد على الرحيل والبدء في بناء مجتمع حديث يتمثل بدولة مدنية تنبذ التطرف والإرهاب الذين تم صنعهما من قبل النظام لتخويف المجتمع الدولي ودول الجوار ويستخدمهما من أجل ابتزاز الأموال الطائلة من هذه الدول . أما آن الأوان لتوجيه وتجنيد الأموال المكتسبة من الثروات الوطنية في بناء إقتصاد البلد ودولة المؤسسات التي تضمن الحرية والكرامة والاستقرار في العيش للمواطنين، وجعل القانون هو المرجع لحل القضايا والفصل بين النزاعات بعيداً عن الثأر ونزعة التعصب التي أبقت اليمن عقوداً لا يرى النور ولا يجد الوقت اللازم ليتعافى من نكبة أو أزمة حتى يدخله النظام في أزمة أكبر وأعتى وذلك حتى يستطيع الاستمرار في الحكم في ظل هذه الظروف القاتمة والذي استطاع بها حتى أن يقنع دول الجوار والمجتمع الدولي الذي كان ولا يزال يضخ الأموال لهذا النظام لحمايته من ما يسمى بالإرهاب ( تنظيم القاعدة ) وغيرها من الفزاعات والمصطلحات المراد منها كسب الوقت والأموال من خلالهما ليمضي في مخطط جعل البلاد في عزلة دولية عن العالم وعن التطور مما أثر على مستقبل الشباب اليمني الطامح الذي يريد أن يبني مستقبله في الداخل أو في الخارج ولكن لا يستطيع بسبب انعدام الفرص بسبب السمعة التي شاعت في العالم أجمع من أن اليمن يعتبر الملجأ الرئيسي لتنظيم القاعدة وهذا فعلاً ما يعاني منه شباب اليمن اليوم ، حيث لا يستطيعون الحصول على فرص عمل بالخارج كبقية الشباب العرب .
لماذا عندما نقول أنها ثورة الشباب وثورة التغيير للأفضل ، رد أنصار النظام أنها ثورة اللقاء المشترك وهو الذي يحركها ويغذيها !! لو استطاع المشترك أن يحرك ثورة فلمَ لم يحركها قبل الآن ؟؟ لماذا هذا التوقيت بالتحديد ؟؟ أم أن المشترك أيضاً قد حرك الثورات في تونس ومصر وليبيا وبعدها البحرين وسوريا !! إن جميع اليمنيين خصوصا والعرب عموما يؤمنون ويوقنون حق اليقين أن الطغيان والظلم والكبت هم من حرك هذه الثورات في كل هذه البلدان باختلاف ثقافاتها و اتساع وتباعد رقعاتها الجغرافية ، ولكن بوحدة إيمانها وتفكيرها الذي ينصب على شيئ مشترك يعشقه الإنسان و هو الحرية ، والويل كل الويل لكل من يفكر بسلبها من أي شعب حتى ولو طال الوقت لكن الثورة شيئ محتوم ويجب أن يتم عاجلاً أم آجلاً والذي لا يؤمن بهذا المطلب عليه أن يدس رأسه في التراب أو يستعد ليرحل مع النظام الفاسد المستبد . وأريد أن أذكر من يرفض التغيير أنه عندما ولدت ثورة الشعب المصري الذي لا يختلف أحد ولا يزايد على ولاء وحب المصريين لبلدهم ( مصر) ، فقد قرروا جميعهم القيام بالثورة على غرار ثورة شعب ( تونس ) وليس بدفع أو تحريك من ( الأخوان المسلمين ) والذين هم أصلا جزء من الشعب المصري ، والذين أيضاً تعهدوا للشعب المصري بعدم نيتهم لتولي دفة الحكم ، وإنما يطالبون بحرية التعبير عن الرأي وعدم نبذهم من المجتمع المصري و إلصاق تهمة الإرهاب بهم . في الساحة اليمنية يتكرر نفس المشهد المصري، فإن المشترك متمثلاً بأبناء الشيخ المرحوم / عبدالله بن حسين الأحمر يعدون الشعب اليمني بعدم رغبتهم لدفة الحكم، وبل وأبعد من ذلك يحبذون كون الرئيس الجديد للدولة من المناطق الجنوبية لرأب الصدع الذي أحدثه النظام القمعي والذي هو من صنع الدعوة إلى الانفصال ، وكذلك الأخ الدكتور / ياسين سعيد نعمان الذي أيضاً اقترح أن يكون الرئيس لا يتجاوز الأربعين من العمر حيث أن الدكتور نعمان يتجاوز الستين من العمر بمعنى أنه يستثني نفسه من هذا المنصب . ما أريد الوصول إليه من كل هذا الإسهاب، هو أن شباب الثورة هم الذين يملكون زمام المبادرة في الثورة في البداية ، و أيضاً تحديد المصير لهذا البلد ورسم مستقبل مدني حضاري أفضل لأنهم هم الذين يعرضون حيواتهم للقتل ويتلقون أنواع القمع والتنكيل من قبل أجهزة النظام القمعية ، ومن كل هذا أيضا نعلم أن المشترك يعتبر جزءاً من ثورة الشعب السلمية ولا يقودها أو يمثلها . فهيا بنا لنوحيد كلمتنا وجعلها تصب في بوتقة التغيير .. هيا بنا لجعل العجلة تدور بعد توقفها لعقود من الزمن ، وجعلها تدور إلى الأمام لصالح الشعب بجميع شرائحه وبتكاتف الشباب ودعم الأحزاب الوطنية كافة وتعاون القبيلة اليمنية وحماية الجيش بجميع مؤسساته وذلك لبناء دولة مدنية بعيدة عن التوريث والتأبيد وتأليه الحاكم واستعباد المحكومين . دعاؤنا بالرحمة والخلود للشهداء في كافة محافظات الجمهورية الذين جادوا وضحوا بدمائهم لأجل عيش أفضل و لنيل الحرية المنشودة . أملنا كبير بعد الله سبحانه وتعالى في كافة الشباب المعتصمين في كافة أرجاء الوطن الغالي والذين ثبتوا في ميادين التغيير والحرية ، وواجبنا جميعاً الوقوف معهم صفاً واحداً ونقول لهم ولأنفسنا إصبروا وصابروا ورابطوا وأعلموا أن النصر قريب إن شاء الله .