قدمت الثورة اليمنية -ولازالت تقدم- المئات من الشهداء والجرحي, وترك الشعب اليمني نزاعاته وثاراته وسلاحه خلفه ليلتحق بركب الشباب والثورة السلمية, دون أن تستطيع أية تجاوزات أو مجازر دامية في حقه من قبل السلطة الغاشمة أن تدفعه نحو العنف والرد على الرصاص بالرصاص بل تسامى الشعب اليمني حتى وصل الى عنان السماء والعالم يراقب صدور الشباب العارية وهي تستقبل رصاص الأمن والقناصة على السواء ليسقط الشهيد تلو الشهيد لتظل الثورة بيضاء كبياض الثلج ولنعلم الجميع أن هنا شعب أصيل ذو حضارة ورقي يصنع مجتمعا جديدا وينتزع حرية يستحقها. وفيما يقف العالم يتفرج على الشعب اليمني العظيم صامتا, وتتدخل دول الجوار بصورة قبيحة وغير واعية لماهية ثورة عظيمة باهية في محاولة لطمس معالمها وتغييبها أو تشويهها، عندها ندرك جميعا أننا نقف بمفردنا في هذا الملعب وأن علينا أن نقرر نحن كيمنيين، وكيمنيين فقط، تقرير مصير ثورتنا وبلادنا دون أن نسمح لأحد سحبها نحو هذه الزاوية أو ذلك الركن, لذا يتوجب علينا الكف عن النظر إلى الخارج لأن المخرج نعرفه جيدا ولن يتم سوى بأيدينا ومن خلالنا, لذا على جميع قوى الشعب أن تتخذ موقفا واضحا من هذه الثورة وأن ينضم إلى الميادين والساحات لنبدأ مرحلة حسم حقيقية يتم خلالها التنسيق بين الجميع شبابا وأحزابا وقبائل ليعرف علي صالح أننا جميعا يد واحدة وأننا قادرون على دحره في أي لحظة. لقد أغفل المشترك القوة الحقيقية للثورة التي أعجزت الحاوي علي صالح أن يمكر بها كما يفعل دائما, لأنه لم يفهم ماهيتها ولا ما هي آلياتها أو سر قوتها فلا قيادات واضحة للشباب ولا مكونات قادر على التلاعب بها ولا مطالب غائمة يستطيع أن يعد بها أو يماطل في تنفيذها, كان مطلبا واحدا ومازال يتردد بصوت قوي هادر اسمه الشعب بقوة عظيمة خفية اسمها السلمية (الشعب يريد إسقاط النظام), في ظل وضع عام موات لسقوط إمبراطورية اثنين من رفاقه قبله مما جعله أضعف وأقرب إلى التسليم حتى قدم المشترك نفسه كطعم لعلي صالح الذي سرعان ما التقط الإشارة وعرف يشكل وجه عدوه الذي كان غائما وبدأ بمناورة الخليج بممارسة أسوأ وأبشع آلياته في المكر والخداع وابتكار الحيل لينقسم ظهر الثورة بالمباحثات والمبادرات التافهة, أمام ثورة لا أجمل منها ولا أروع في عصر الثورات القديم والحديث على السواء. للأسف لم يستطع المشترك والقوى الخارجية رفع مستوى تفكيرها ليصل إلى مستوى تفكير الشباب، القيادات الحقيقية لهذه الثورة اليافعة الذين لا يعرفون اللف والدوران ولا يقبلون بأنصاف الحلول, لذا على المشترك أن يلملم هذه الثورة التي قسمها نصفين ويسلم الشباب الراية ويدعم رؤاهم كيفما كانت ويساندها بالمشورة لا الوصاية والأمر والنهي فهم جديرون وقد أثبتوا لنا مرارا وتكرارا حكمتهم وهم يحمون الثورة من الانجراف إلى مربع العنف على الرغم من القتل المتعمد لهم ومن الحبس والاعتقال المتواصل بين صفوفهم. وفيما نثمن موقف القبائل العظيم من الثورة والمساند لها والانضمام المبكر إلى ميادينها مع قبولهم بقيادة الشباب لهم واحترامهم لمبدأ السلمية, بل والدفاع عنه حتى عند مقتل بعض عناصرهم في الساحات لم ينجروا وراء العنف أو الأخذ بالثار بل على العكس من ذلك تماما, لقد احتسبوهم شهداء عند الله كما احتسبت كل أسرة يمنية أبناءها الذين سقطوا شهداء عند الله, وهنا أدركنا أن ثورتنا ستنجح وأن وطننا لن ينجرف نحو هاوية الحرب الأهلية. واليوم ومن منطلق الدفاع عن سر الثورة ووهجها نطالب قبيلة حاشد والشيخ صادق الأحمر عدم الانجرار بدوره نحو العنف أو نحو إشعال فتيل الحرب, وعليه -وفي حالة أن قرروا التصعيد فعليهم أن يعودوا الى الميادين والتنسيق مع جميع المكونات الثورية التي بذلت دماءها لأجل الحفاظ على الثورة السلمية. أو على كل من يرى نفسه مستهدفا العودة إلى قبيلته للاحتماء بها حتى ينجح شباب الثورة في الأخذ بيد اليمن أخذا جميلا والسير بها في طريق السلمية الآمن وإن سالت دماء زكية وفقدنا شهداء عظام, لكننا لن نفقد وطناً وهذا هو الأهم وهو ما قامت لأجله الثورة العظيمة.