عندما بدأت الثورة العظيمة كانت تنطلق بفتوة لا قبل لاحد بها, لذا اكتسحت القلوب والبيوت والشوارع والقرى.. صعدت الجبال ووصلت إلى السواحل والصحاري واستلقت تحت أشجار اليمن الباسقة لتقول لكل العالم الشعب يريد إسقاط النظام. يا للروعة خرج الشباب يحملون أرواحهم هديه لليمن العظيم وجاءت النساء يضحين بأنفسهن غير خائفات على أطفالهن يحملن قدورهن ويجلسن على أرصفة الوطن المجروحة, واتى الرجال من قراهم ببقشة ملابسهم المهترئة ليضربوا جذور خيمتهم في قلب الفاسدين فتجهز عليهم, وجاءت القبائل كالمدد تشد أزر الوطن وتبدأ عصر السلمية الجديد وتقدم الجيش ليحني جبينه لسيادة شعب يستحق السيادة بمباركة كل القوى الوطنية سياسية واجتماعية لتقول اليمن للعالم كلنا يد واحدة في سبيل نهضة اليمن, وعندما بدأت هذه القطرات تتجمع في ميادين التغيير والحرية انطلق النهر العظيم ليدك عرش الطغيان ويسقطه مكللا بالعار بسلمية ثورة باسلة وإخلاص أناس جديرون بحياة أفضل. ترى هل نجحت الثورة اليوم لان امريكا كانت ترعاها او السعودية كانت تباركها؟ أم نجحت لان كل اليمنيين كانوا يدا واحده وانطلقوا من قواهم الداخلية معتمدين على عزيمتهم وإرادتهم في التغيير مع عدالة قضيتهم, نعم هذا ما حدث اليمن تصبح أفضل عندما تعتمد على سواعدنا وتسير وفق إرادتنا لا إرادة القوى الخارجية والعكس هو ما يؤدي بنا الى الضعف والضياع. لذا نقف أمام سلوك المشترك الى يضيع الفرص مره تلو أخرى ويستجدي الخارج بدل ان يعتمد على قواه الداخلية متشكلة في شعب مخلص وواع ومستعد لدفع الغال والنفيس في سبيل غد أفضل, لماذا لا يزال المشترك يتحدث عن توقيع مبادرة ميتة من رجل ميت, ولماذا يضل علي عبد الله صالح حياً ومرعباً في صدورهم دون ان يتعلموا من الناس البسطاء في الشوارع الذين كسروا حاجز الخوف ونزلوا يهتفون ضد الصنم وهو لا يزال في قوته وجبروته, وعن أي دستور وقوانين دستوريه يتحدثون!! اليوم ونحن في عز النصر ننتظر الاعتراف بثورتنا من امريكا والملك عبدالله! اليوم والثورة تزلزل قصر الطاغية, وتدمره بمن حوله, بصورة لم يكن يتوقعها احد, يأتي المشترك ليمد يده لقتلة الشعب ويقبل بفتات ثوره بحجة حقن الدماء وحجج أخرى لا يفهمها منطق الثورة ولا تستطيع ان تنزل له عقلية الشعب الذي تجاوز هذه الآليات المتخاذلة بمراحل!! وفيما على الثورة ان تستخدم المشترك, يقوم المشترك باستخدام الثورة!! منطق اعوج يمارسه المشترك ويصم أذنيه اليوم وهو لم يجلس على الكرسي بعد عن مطلب الشارع واهداف الثورة التي لم تجف دماء شهدائها بعد ولم تتعافى جراح ثوارها بعد ولم تغلق ملفات جمعة الكرامة بعد ولم تنتهي رائحة الدماء والجثث المحترقة في ساحة الحرية بعد ولم يعد نازحو الحصبة وجعار إلى بيوتهم بعد ولم ولم ولم , وبعديييييييييييين يامشترك.. ويتحدث البعض عن المزايدة وعن موقف المشترك الصعب وأننا نزايد عليه لأننا خارج النار الذي يكتوي بها, والسؤال هنا من طلب من المشترك ان يكون الشمعة التي تحترق من اجل الثورة, مع ان الثورة أضاءت قلب اليمن برمته دون ان تكون لقوة بعينها يد في ذلك, ومن طلب من المشترك ان يقدم نفسه كوصي على الثورة والثوار أمام المجتمع الدولي ودول الجوار التي لا يعنيها النفس اليمنية في شيء ولا يعنيها الوجع اليمني في شيء, تضرب أبين دون الالتفات إلى آلاف النازحين والمتضررين فيها وتغمض عينيها عن كل انتهاكات حقوق الانسان وحق الشعب اليمني برمته لان صالح يحقق لها المصالح!! لكن اليمن اليوم أقوى من أمريكا ومن السعودية وكل من يقف مواقفهم المخزية من الثورة, اليمني اليوم يتأفف من المساعدات الامريكية والسعودية إذا كانت ثمن لحريتنا وكرامتنا وغدنا الأفضل, سنعود إلى الحقل والمرعى ونزرع مما نأكل ونلبس مما نصنع, لذا ادعوا كلي يمني حر غيور بمقاطعة المنتجات الامريكية والسعودية, ونبتدئ من اليوم بتحقيق الاكتفاء الذاتي, أنا الثائر لن اكل إلا مما تزرع ارضي ولن البس إلا مما تصنع يدي وارفض يد كل من يريد عبوديتي ومهانتي, ليكن هذا شعارنا في المرحلة المقبلة ولنبدأ بزراعة أرضنا الحرة وأمنا الحنون اليمن, يا شباب الثورة في كل الميادين والساحات ازرعوا الأرض من حولكم لتقولوا للعالم لن نرتهن لأحد بعد اليوم وسنحصد الخلاص حتما. أما المشترك فنقول له عليك ان تقف اليوم تاركا عقلك في المستشفى الذي يموت فيها فرعون عبدالله صالح وفكر بعقل الثورة واليمن الحديث, صدقني حينها لن يخذلك الشارع اليمني الممتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن كافة القوى الوطنية المساندة للثورة الحقيقية فيما غير ذلك عليك اليوم وباسم جميع الثوار ان تتنحى قليلا حتى تستكمل الثورة مدها, وتسقط كافة رموز الفساد وعلى رأسهم احمد علي قائد العصابة المسلحة في الحرس الجمهوري وعبدربه منصور (الذي قبل مسؤوليه لا قبل له بها) الشيطان الأخرس الساكت عن كل عمليات القتل والنهب التي يتعرض لها الشعب اليمني. وأخيراً أقول لشباب المشترك الحر إذا كانت الثورة أمكم فالمشترك ليس هو أبوكم الشرعي الذي يجب أن تلتحقوا به, بل هي الساحات والميادين التي تلقفتكم ولملمت أرواحكم فالتحموا بها وفكروا بعقلها الذي لا يعرف التبعية حينها ستولدون من جديد بيمن جديد.