البعض رحب وفرح وهلل لكن البعض الآخر الأكثر عمقاً شعر بأن الثورة قد سقطت في أيدي الانقلابيين.. ماذا بقي لتكون الثورة خلاقة طالما وقد انضمت إليها قوى مفسدة ومتورطة في ماضي اسود لم تنساه الأرض اليمنية بعد.. هناك تطور خطير ومحوري تشهده اليمن الان .. فبعد انضمام قوى عسكرية ايا كان تاثيرها إلى الشباب السلمي الاعزل في ميادين اليمن المطالبون بحياة افضل ومستقبل اكثر تفاؤلا ..اصبح الأمر لا يعد كونه مطالب شعبية باسقاط النظام .. لقد تحول إلى انقلاب عسكري على النظام وعلى الشباب اليمني الثائر ايضا. الانقلاب العسكري الحاصل لا يستبعد ان تكون له ايادي خارجية .. جزء من مؤامرة تحاك لليمن وراء الكواليس كفيلة الايام القليلة القادمة بكشفها. خرجنا كثيرا عن سيناريو ما حدث في مصر .. تعديناه إلى سيناريو مؤلم ، ونتائجه ستكون مغايره تماما ، ومن خلال معالم الصراع القادم ستتضح الملامح أكثر .. ولي ان أتسائل بألم .. هل من مصلحة اليمن ان تنقسم قوتها العسكرية بين مؤيد ومعارض .. بدلا من تحييدها لتكن ضمانا لشرعية هذا البلد وثوابته .. ؟ النسبة الأعلى من المكونات الفاسدة للنظام الذي يطالب الشعب بإسقاطه صار يتواجد في ساحة التغيير والحرية أمام جامعة صنعاء ،ليطالب مع الشعب بإسقاط الشعب.. رموز الفساد استقالوا من الحزب الحاكم ومن مناصبهم ، وأعلنوا انضمامهم إلى شباب الثورة ، لم يبق مسنٌّ أو كهلٌ محدودب الضمير في أهرام السلطة إلا وأعلن انضمامه إلى الشباب ليتجدد عمره ، ويستعيد قواه ومتانة بنيانه من جديد.. كما يقول الكاتب أسامه ساري في مقالا له ويضيف .. ضد من قامت الثورة الشعبية؟!.. في سبيل ماذا ضحى عشرات الشباب الأحرار بأرواحهم ودمائهم ووقتهم؟!.. كل يوم تتسع دائرة التأييد من رموز النظام لهذه الثورة دون أن يضع القائمون عليها ضوابط وخطوط سير وخطوط حمراء ، حماية للثورة وضماناً لنتائجها وسداً للثغرات التي تسلل منها النظام برمته إلى عمق ساحة التغيير ليعلن تأييده للثورة.. لم يقدم وزير الأوقاف براءة ذمة تتعلق بمصير أراضي الوقف ، ولن تكون براءة ذمه له فقط ، بل لكل يمني خرج للتظاهر والثورة ، فالجميع مسئولون عن كل قطعة أرض لله تعالى ،.. ولا يخفى على أحد فساد الأوقاف ونهب أراضيها.. كما لم يعتذر عن تواطُئِه مع السفارات الأمريكية والأوروبية التي بادلهم وبادلوه الزيارات كل يوم ليقرروا إغلاق مدارس تحفيظ قرآن ، ويحذفوا آيات الجهاد من المدارس ، وليغلقوا مساجد ويفتحوا أخرى على الطريقة الأمريكية.. انتهى كلام ساري. ما احببت ان ادلل به من خلال كلام الصحفي ساري بان مفردة الثورة قد سقطت .. وارجوا ان لا يكابر احد في النفي او التأكيد ، فالمشاهد ترسم نفسها في افق المستقبل القريب. دعوة من اعماق كل قلب يمني ينبض بالمحبة والولاء لهذا الوطن .. ما زال لصوت العقل متسع .. وما يزال للعودة الى طاولة التهدئة والحوار طريق .. اسلكوه يا من ترسمون المشهد .. قبل ان تلطخوه بالدم والالغام.