ما الذي يدفع علي عبدالله صالح إلى التخلص من علي محسن؟ هل الغيض الذي أصاب الرجل جراء انضمام الأخير إلى الثورة الشعبيه سبب رئيسي وراء تلك المحاولات الفاشلة للتخلص من القائد العسكري المخضرم؟ أعتقد أن هذا التعليل يسقط إذا ما علمنا أن علي صالح حاول عدة مرات حتى قبل قيام الثورة التخلص من محسن حتى حينما كان علي محسن ينفذ أوامر علي صالح ويلتزم بالتوجيهات الرئاسيه. لذلك من المؤكد أن هناك دوافع أخرى لمحاولات علي صالح الفاشلة التخلص من الرجل، ومن المؤكد أن السبب الرئيسي يعود لسياسة اتبعها علي صالح منذ توليه الحكم وربما حتى قبل ذلك تقوم على التخلص من كل من يشكل أدنى تهديد له ولمطامعه حتى ولو كانت الضحيهة من أقرب المقربين إليه، فحقائق التاريخ تثبت أن علي صالح قاتل من العيار الثقيل وله من الجرائم ما يشيب له الرأس لو قدر لنا أن نعرف ولو بعضا منها. بحكم قرب علي محسن من "الرئيس" علي صالح لابد أنه يعرف من الأسرار ما يجعله يمثل أكبر تهديد لوجود الرئيس ليس فقط على سدة الحكم بل على قيد الحياة ولابد أنه يعرف عن حياة وتاريخ وجرائم "الرئيس" أكثر من أي شخص، ألأمر الذي دفع "الرئيس" إلى القيام بعدة محاولات للتخلص منه.. لذلك أتمنى أن يقوم علي محسن بتسجيل مذكراته سواء بشكل مكتوب أو في تسجيل مصور لله ثم للتاريخ، وهذا بحد ذاته يمكن أن يساعد على شرح مواقفه أثناء العقود الماضيه تبيانا للناس وطلبا لعون الله وغفرانه.
من المؤكد أن الكثير من أبناء الشعب اليمني وقياداته يكنون كل الحب والتقدير للواء على محسن فقد ظل رغم منصبه الرفيع بعيدا عن كل الترهات والمغريات ولكن هناك الكثير أيضا من أبناء اليمن من لا يعرف أدنى شيء عنه، بل ان هناك من الشباب من لم يسمع به إلا بعد قيام الثورة ووقوفه إلى جانبها. ولذلك فإنه من الواجب عليه التحدث إلى أبناء الشعب وإخراج ما في جعبته من معلومات فمن حق هذا الشعب أن يعرف كل شيء عن من يتربع على أي منصب فيه مسؤولية عامة.
البيان الأخير لمحسن يعد أول خطوة في هذا الاتجاه ولكنه لا يكفي، ومن المؤكد أن الكثير من أبناء اليمن والمهتمين بأمر اليمن يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من ان يصيب الرجل أي مكروه قبل أن يقوم بواجبه أمام الله والشعب في كشف المستور من تاريخ وجرائم المدعو علي عبدالله صالح.
هي نصيحة فقط أوجهها للواء علي محسن فهو رجل يعرف عنه المقربون منه بأنه ممن يخشون ربهم، أن يخرج ما لديه من شهادة تدين أياً كان فكتم الشهادة من الموبقات والله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى، وادعو الله سبحانه أن يوفقنا جميعا إلى قول الحق وأن يبصرنا عيوبنا قبل أن نلقاه.