ظهر صالح وليته ما ظهر.. نعم ليته ما ظهر.. ظهر فظهر بظهوره الرصاص الحارق الخارق المصبوب على رؤوس العباد.. ظهر فازداد بظهوره سيل الدم النازف من الأجساد.. ظهر فتساقط الشهداء بالأعداد.. ظهر فانقشعت بظهوره السكينة التي كانت تعم البلاد. اعتقدنا أن ظهوره سيكون فرصة لمواليه في تقريب وجهات النظر ومحاولة الخروج من المأزق الذي أدخلوا اليمن فيه، فأحالوا ظهوره إلى فرصة خسيسة ليصبوا جام حقدهم على خصومهم شتما وسبا وتنكيلا. استبشرنا في أن ظهوره سيساهم في إعادة رسم البسمات التي اختفت من الشفاه، وتخفيف المعاناة التي أثقلت كاهل العباد، وتضميد الجراح المنكوءة، ومواساة الثكالى المكلومة، وإنصاف الأسر المظلومة، فثبت أنه في ظهوره المخيب لم يكن في وارد التفكير في شيء من ذلك. ظننا أن الرجل قد اتعظ مما جرى له اللهم لا تجعلنا من الشامتين وانه سيستغل فرصة ظهوره الميمون ليطلب من الشعب المسامحة على كل ما ارتكبه طوال سني حكمه من أفعال وأخطاء تسببت في الكثير من الويلات، فاتضح أن الرجل لم يتعظ بعد وأنه لا يجيد اقتناص الفرص. ارتقبنا ظهوره لعله يجعل من هذا الظهور بارقة أمل في حلحلة الأوضاع والإعلان عن التخلي عن الحكم طواعية وإعادة السلطة للشعب مصدرها ومالكها، فتبين أن السعي إلى المشاركة في اقتسام السلطة هو الهدف الأساسي من الظهور. تمنينا أن يكون صالح في ظهوره المرتقب بعد طول انتظار قد تخلى عن مفرداته المشحونة بالتشكيك والقسوة واستبدلها بمفردات تفيض باللين والمودة، فاتضح أن مفرداته تلك: لي الأذرع والتحدي بالتحدي وقطاع الطرق وأصحاب المفاهيم الخاطئة، لا زالت هي المسيطرة على الذاكرة. انتظرنا من ظهروه مفاجأة فكانت المفاجأة الكبرى أن صالح قبل الثالث من يونيو تاريخ الاختفاء هو صالح نفسه بعد السابع من يوليو تاريخ الظهور، مع اختلاف في الشكل فقط لا غير.. فليته لم يكلف نفسه عناء الظهور.