- سألنا كثيرين من أنصار الرئيس صالح عن الأسباب الموضوعية لبقاء نظامه بعد تجربة كافية و زيادة للحكم عليها و المطالبة بتغييرها بعد سنوات من النصائح و التحذيرات و التنديدات، فكانت الإجابات في اتجاه مغاير للسؤال، على أساس أن السؤال خائن و غير وطني و غير شريف، و أن البديل هو الإنفصال و القاعدة و الفقر و الفوضى، و كأن هذه المسميات ليست موجودة الآن باعتبارها الوجه الآخر للعهد الميمون، ففي الصباح نسمع أننا نعيش عهد الأمن و الأمان و النمو المتسارع و الاستقرار و الازدهار، و في المساء نعيش أجواء الحروب و التفجيرات و القصف و البلطجة مصحوبة بالتهييج الإعلامي!، في صورة تدع الحليم حيران يستاءل: في أي عهد نعيش؟! الظريف في ردود موظفي و أنصار الرئيس أنها قديمة تتجدد في مواجهة أي انتقادات أو معارضة، فحتى لو لم تندلع الثورة فإننا سنقرأ و نسمع و نتابع نفس الأسطوانة من التجريم و التخوين، و يمكن للقاريء أن يعود بذاكرته أو بما في حوزته من صحف و مواد إعلامية ليتأكد من ذلك، مع فارق في كمية الوقت و المساحة الممنوحين لذلك الردح على اعتبار أن القضية لدى النظام اليوم هي حياة أو موت. - و بالمثل لا يملك أنصار الرئيس صالح المبررات الموضوعية لانطفاء الثورة التي اشتعلت في أرجاء الوطن، مما يدفعهم إلى شخصنة الثورة فتارة يهاجمون الشيخ الفلاني و أخرى ينالون من الضابط العلاني، و يلوكون تُهم الفساد بشراهة جائعٍ لا يجد ما يأكله، و هم يظنون أن هذا أفضل أساليب مواجهة الثورة، حتى لو قالوا أن اللواء علي محسن –مثلاً- كان الحاكم الفعلي لليمن، و أنه فاسد و .. و ..، بصورة يؤكدون فيها أن اليمن كانت بلا دولة و لا رئيس، و في نهاية المطاف يريدون بقاء الرئيس! و من أولئك من يحاول أن يضحك على نفسه عندما يقول نحن مع مطالب الشباب، و مشكلتنا مع الأحزاب و المشائخ و الضباط الذين انضموا للثورة، و هي محاولة بائسة لتجزئة الثورة يمكن لأصحابها الرد عليه بشجاعة انضمامهم إلى شباب الساحات إن كانوا يؤيدونهم و يقفون مع مطالبهم "المشروعة"، و أن المسألة ليست "على هامان يا فرعون"!!. - طرح ناشط في موقع التواصل "فيس بوك" سؤالاً مهماً لأنصار و محبي الرئيس و لم يجب عليه أحد حتى الآن برغم بساطة السؤال الذي يطلب فيه معرفة ما إذا كان هناك أبناء أو أقارب للرئيس يعملون أو يفهمون في المجالات الطبية و الهندسية و العلمية، بمعنى أنهم ليسوا عساكر، صاحب السؤال أراد –كما يقول- الإشارة إلى أهمية الإجابة على سؤاله لمعرفة الجانب النفسي و نمط شخصية الرئيس، و تساعد هذه المعرفة في قراءة الموقف بصورة عميقة أشبه بمعادلة فسيولوجية، حاولت أن أتطوع في البحث عن إجابة، فلم أجد شيئاً غير سيرة مطولة منسوبة لإدارة التحليلات و التقارير بوكالة سبأ عن الرئيس تفيد بأنه التحق بمدرسة الأيتام عن طريق الرشوة لاستصدار حكم شرعي يثبت يُتمه، و أنه سرعان ما ترك المدرسة ليلتحق في الجيش متأثراً بشقيقيه محمد و صالح، و أن التحاقه في الجيش كان بوساطة من أحد أعيان منطقته، و في لُجة هذه السيرة نسيت العودة إلى ناشط الفيس بوك وسؤاله المتنور، و أنساني الشيطان أن أصلي على النبي عند إغلاقي للصفحة التي فتحتها "بدافع من ضميري" !. - في الموضوع النفسي لدى الزعماء أيضاً نطالع ما نقلته جريدة الأهرام عن عالم النفس المصري و رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي سابقاً أحمد عكاشة قوله إن "موقف مبارك علاوة على إنكار ارتكاب أي خطأ، يعكس مرضاً يسمى متلازمة الغطرسة"، موضحاً بأن "المرض ناتج عن بقائه مدة طويلة بالسلطة المطلقة، وهو ما يدعوه لتناسى أي مساءلة يمكن أن تحدث في المستقبل"، الدكتور عكاشة كان قبل ذلك قد استبعد أن يتنحى القذافي لأنه "يعاني من ضلالات العظمة والنرجسية المفرطة والتوحد مع السلطة والكرسى والذات والالتصاق بالحكم"، و السؤال هنا هل يتشابه المرضى أم أن "عزالدين أضرط من أخيه"؟!. - كان البعض يتهم نظام صالح بأنه نظام بعثي لما كانت تربطه بنظام البعث العراقي البائد من علاقة تعاون و تآزر .. و محاولات التشبُه، لكن الحقيقة تقول بأن النظام الذي حكمنا نظام عبثي، لم يكن يمتلك رؤية وطنية واضحة سواءً على صعيد السياسة الداخلية أو الخارجية، كلما خرجنا من مشكلة دخلنا في أخرى، كلمنا أمّلنا خيراً في مرحلة أعادتنا إلى الوراء مراحل، هذا الشهر مع الدولة الفلانية ضد العلانية، و الذي يليه سنكون مع هؤلاء ضد أولئك، و بعد ستة أشهر سنكون في هذا المحور ضد ضد ذلك المحور، سنصادق النظام الفلاني هذه السنة و نهاجمه السنة القادمة، سنغني للسلام هذا العام لندق بعدها طبول الحرب، و ننشد سوياً: و مسيري فوق دربي عبثياً!، أما آن لهذا العبث أن يتوقف؟، ليغادر الشعب رصيف الانتظار إلى دروب التنمية و الحياة الكريمة؟!.