تثار تساؤلات عن مكان اختفاء الزعيم الليبي معمر القذافي، هل هو في حالة فرار أم أنه مازال موجودا في طرابلس؟، ورغم أن الثوار سيطروا على مناطق كبيرة من العاصمة الليبية اليوم الإثنين، إلا أن مكان القذافي مازال مثار تخمينات. وهناك شئ واحد فقط واضح وهو أنه يبدو أن الثوري الخيالي (69 عاما) قد أهدر الفرصة للخروج من البلاد والعيش في المنفي في الخارج. وأعرب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل من معقل الثوار في بنغازي عن الأمل في القبض على القذافي حيا، وأضاف أنه يجب أن يرى العالم "الديكتاتور" يحاكم رسميا في ليبيا. وسرت أمس الأحد شائعات بأن القذافي فر إلى جنوب البلاد وأنه يتفاوض بشأن الخروج مع الحكومة الجزائرية، غير أنه لا يوجد تأكيد رسمي منذ ذلك الوقت. من جانبها، نفت حكومة جنوب إفريقيا شائعات بأن القذافي طلب اللجوء إليها أو أن العديد من الطائرات في طريقها بالفعل لنقله. وأكد بالفعل الزعيم الليبي مرارا أنه لايرغب في مغادرة بلاده. وبدا من المرجح اليوم الإثنين أنه يتحصن بمجمعه الذي يحظى بحراسة مشددة في منطقة باب العزيزية في طرابلس. ومازال جنود من الصفوة المدججين بالأسلحة يقاتلون الثوار. وهناك أوجه شبه مؤكدة مع حالة الديكتاتور العراقي الراحل صدام حسين الذي سقط في عام2003 . واستطاع صدام خداع الذين كانوا يطاردونه لتسعة أشهر حيث كان يغير مكان اختفائه ويتفادى القبض عليه حتى تمت الوشاية به في نهاية المطاف. ومثل صدام حسين، يمكن أن يعتمد القذافي على شبكة كبيرة من المؤيدين له في مدينة كبيرة مثل طرابلس. وعلى عكس حالة الزعيم التونسي السابق زي العابدين بن على، فإن الإقامة في المنفي في السعودية ليست خيارا بسبب نزاع قائم منذ فترة طويلة مع العائلة الملكية السعودية. ونشبت خلافات بين القذافي وقيادات دول عربية أخرى. ولم يقدم للزعيم الليبي، الذي يواجه احتمال إصدار مذكرة توقيف دولية بحقه ، ملاذ في المنطقة.