قبل أزيد من سنتين, كان أحد قضاة المحكمة العليا ينتقد, في نقاش ثنائي, تضييع الرئيس صالح للفرص التي توفرت له لبناء دولة يمنية عادلة قوية ذات مكانة, وعبر عن ذلك منفعلاً:" لقد أتته فرص لم تتأتِ لأنبياء" ربما كان تولي الرئيس مقاليد السياسية هي أكبر لحظة أسطورية في حياته, ربما أتي بعدها رئاسته لليمن الموحد.ثم الفوز في حرب الإنفصال.النفط ..الغاز .. الأسماك.. إلخ.وحتى هذة اللحظة يبدو أن الفرص مازالت تتوالى. وليس حديث الثورة التي طالت- ولا شك في ذلك- ودخلت شهرها السابع, والمبادرة الخليجية,والضيافة السعودية,والتودد الأمريكي ببعيد. وهكذا حال نعم الله لا تعد ولا تحصى. هناك مثال عربي قديم يقول "درهم حظ ولا قنطار شطارة" فهل كان الرئيس صالح مع كل الفرص السابقة محظوظاً أم شاطراَ( أعني بشاطر هنا المعنى الدارج أي الذكي المجتهد, لا المعنى الفصيح أي اللص المحتال لذا لزم التنويه) . إضافة إلى الإقتباس من قاضي المحكمة بعالية, إليكم الإقتباسات التالية التي ربما تعينكم على الإجابة, وهي من أشخاص مرموقين جداّ, شغلوا مناصب قيادية في جميع مناحي إدارة الدولة, وأمانة المجالس تمنعني من ذكر أسمائهم, إلا أن يأذنوا: أحدهم قال : كنا نحدثه عن فساد أحد الوزراء , وكان يرد على توصيفاتنا بالقهقهة والضحك!! وآخر قال أنه – أي الرئيس- وصف ذلك الوزير بأنه:- "أنجح الوزراء" آخر خائفا من المجهول قال:- أعلم أنه "أبو الفساد"وهو الذي علم الناس الفساد, لكن من البدييييل؟ يا سلام !! وشخصية مرموقة كان يلتمس للرئيس العذر في تعيين المسئولين غير المناسبين وعير الأمينين,وترك الكفاءت والمخلصين قائلا بنبرة جادة:-" الجهل..الجهل من جعله يعمل ذلك فاعذروه" أحد الذين يحترمون أنفسهم وتاريخهم شاهده يبكي على (الشيوبة اللذين يدسعونهم) والشعراء اللذين يقطعون ألسنتهم, وسمع تنبؤه بما سيحصل لاحقاً – سيقطعون الأيدي والأرجل من حلاف- علق وهو يشاهد الرئيس يلقي أول كلمة محروقة – بعد محرقة النهدين-" هذا الرجل مستعد ان، يمتهن نفسه حتى يبقى في السلطة" وهنا تذكرت مقولة للرئيس نفسه في إنتخابات 2006 الرئاسية حين قال, و قد ملأ مساعدوه الشوارع بمقولاته تلك" علي عبدالله صالح ليس تاكسي للفاسدين, علي عبدالله صالح ليس مظلةً للفاسدين" والنعم. وحين سئل الرئيس نفسه من مذيع الجزيرة (محمد كريشان) في مثل هذه الخواتم منذ ثلاث سنوات لماذا بدأ أناس من الحلقة الفاسدة المقربة من الرئيس ( لا بأس من التذكير باسمة فقد سمعه الجميع وهو محمد عبداللاه القاضي) سأل المذيع الرئيس: لماذا بدأ هؤلاء في إنتقاده فأجاب, (لانهم لم يأخذوانصيبا من الكعكة) ربما يقصد فاتهم قطار الكعك,والحلاوة الأخيرة!! أحدهم – الله يرحمه – قال منذ أكثر من ثلاثين عام" هذا الرجل سيودي باليمن في ستين داهية" علما بأن راوي هذه المقولة لا يزال على قيد الحياة. لكنني أعود إلى خطيب جمعة الصالح (القليسي فقد شاهد الجميع الخطبة على الهواء) كان يزمجر ويرعد ويزبد بما لا يليق بخطيب,قبل أن يتحفنا بإكتشافة:-" إن الله قد كتب الرئيس الشهادة وإذن له بالحياة" صدق جل وعلا" أم تقولون على الله ما لا تعلمون" الشيخ الأحمر رحمه الله كتب أنه وافق على إلحاح السعودية بخلافة الرئيس صالح للرئيس الغشمي, وبعد أن قال له الرئيس: بأن يدعوه رئيساً لأسبوع واحد حتى ينتقم للغشمي) يا لطيف.. يالطيف. وآخر قال ( كان الصحفي الجنوبي (لطفي شطارة) يكتب في حلقات صحفية بعنوان" هذا هو فساد مصافي عدن يا فخامة الرئيس) ولما لم يجد إجابة, ولا احترام لجهوده في فضح نهابة البلد, فقد توجه إلى (لندن) وتحول إلى إنفصالي صميم. وكثيرون, تمسكو بالرئيس و قالوا:-" لولا دخول أعوان صالح في الفساد, ابناء الاحمر وعلي محسن الاحمر في الثورة لنجحت ولشاركنا فيها" هؤلاء يتمسكون بالرئيس وعظموه, ويخوفون أنفسهم من الأحمر ويعظمونهم. بينما نحن –أنصار التغيير والثورة- لا نتمسك بآل الأحمر بل سنطلب منهم رد الحقوق هم وعلي محسن ولا نخاف من علي عبدالله صالح. ولا نعظم ولا نخاف إلا العظيم القدوس الجبار المهيمن الغفور الرحيم,سبحانه وتعالى. أحد المنافحين الكبار عن الرئيس قال ممتناً علينا :-" إحمدوا الله أنه ليس دموي كالقذافي.. أقصى شئء يعمله هو أن يضرب ذيه بهذا ويفتن بين ذاك وذياك" ونسى هذا المنافح قوله جل وعلا" والفتنة أكبر من القتل" وبالعودة لحديث المبادرة الخليجية ,والتي أعطت ضمانات لم تعطى ل(زين العابدين بن على) صديق السعودية والفرنسيسكان, ولم تعطً لحسني مبارك (صديق السعودية واليهود والأمريكان) ربما أعطي بعضها لمعمر القذافي, لكنه الآن (فاته القطار) في مخابئ الجرذان. أحد الأوفياء للرئيس والذين كانوا يبحثون عن مخرج مشرف للرئيس قال وبعد أن رأى الرفض المطلق من الرئيس لتوقيع المبادرة الخليجية,قبل جمعة محرقة النهدين وبعد محرقة المعاقين في يوم الأحد بميدان الحرية بتعز: "إن الرئيس يضيع فرصة ذهبية لخاتمة هادئة وسلسة ومشرفة" . انتظار إجاباتكم واقتباساتكم وتعليقاتكم فإنني شخصيا أرى كما يوضح العنوان بأن الرئيس كان محظوظاَ, أكثر من اللازم ولكن الحظ وربما بكلماتٍ أدق التوفيق يكاد يخونه في اللحظات الأخيرة,ولا أدري في قادم الأيام هل سنقول.. بأن الرئيس (لحق القطار) أم كسابقيه زين,وحسني وملك ملوك أفريقيا,وربما لاحقيه بشارو..,سيظل يواجه التحدي بالتحدي!!!... ويفوته...القطار؟؟