لازلت أتذكر المقولة الشهيرة للرئيس السابق حين قال للمعارضة : فاتكم القطار ؟ ، فلعل القطار الذي كان يقصده الرئيس السابق / علي عبد الله صالح هو قطار السلطة. وعندما اشتعلت الثورة الشبابية السلمية ، وحاول النظام السابق قمعها والقضاء عليها بالهجمة الشرسة في جمعة الكرامة ، فات قطار السلطة خاصة بعد أن أندفع الكثير من أعضاء الحزب الحاكم ( المؤتمر الشعبي العام ) للانضمام لقطار الثورة . وتدافع المواطنون من مختلف القوى السياسية والفكرية ، ومن مناطق مختلفة نحو قطار الثورة بما فيهم الفاسدون ، فاختلط الحابل بالنابل كما يحلو لأنصار الرئيس السابق وصف حال الثورة. ويلاحظ أن الذين لم ينضموا لقطار الثورة ، وظلوا بجوار القطار الثوري يرقبون الأحداث عن كثب ، يبررون عدم انضمامهم للثورة بأن الثورة لم تعد نقية فقد دخلها أناس معروفون بالفساد والتطرف والإرهاب. أقول لكل متردد: أن قطار الثورة سائر ، وبطريق واضح المعالم ، ومن يقود هذا القطار مواطنون مؤمنون بأهداف الثورة ومبادئها. وسيظل القطار الثوري سائرا ، ولن تثنيه أي عقبات توضع في طريقه. فكلما طالت طريق القطار ، وتوقف قطار الثورة في بعض المحطات ستجد مواطنين كانوا ثوريين ولكنهم وصلوا إلى المحطة التي يريدونها ، فهناك من انضم إلى الثورة لغرض في نفس يعقوب ، أما للهروب من المحاسبة بعد الثورة ، أو بهدف الشهرة والرغبة في الوصول إلى السلطة الثورية. وهناك من انخرط في الثورة ، واستمر فيها دون أن يكون له غرض شخصي ، وكان الهم العام مسيطرا عليه ، واستمر يقود القطار الثوري معرضا نفسه لكل مخاطر الطريق الثوري دون أن يبحث عن شهرة أو مصلحة ما . ويراهن بقايا النظام السابق في اليمن ومصر بأن قطار الثورة لن يصل إلى المحطة الأخيرة ( أي محطة الدولة المدنية الحديثة ) إلا وقد فرغ القطار من الركاب الذين سينزلون في محطات مختلفة كل حسب ما ذهب إليه. ويعتقد الكثير من أعداء الثورة السلمية من الفاسدين أن الثورة لن تستمر ولكني أقول: أن القطار الثوري مستمر ففي الوقت الذي سنجد أناسا ينزلون في محطات غير ثورية ولم نكن نتوقعها ، سنجد مواطنين جدداً يندفعون إلى قطار الثورة بحماس شديد ربما أكثر من الأول. ولعل ما يحدث حاليا في مصر الكنانة ، مصر الثورة الرائعة يدلل بأن قطار الثورة لن يتوقف إلا بعد أن تتحقق كافة أهداف الثورة. ونحن في اليمن ثورتنا لا تنفصل عن ثورة مصر. فهناك علاقة عضوية تشد بعضها بعضا بين الثورتين المصرية واليمنية. لذلك أقول لكل متردد ، ومتخوف: أن قطار الثورة هذه المرة لن يمهل أحدا ، وسيسير بخطى واثقة ، ولن تتمكن القوى المضادة للثورة من إيقاف القطار الثوري الذي اكتسب حصانة ثورية وشعبية أقوى من أي حصانة . [email protected]