تستعد الحركات والإئتلافات الثورية في ساحات الإعتصام بصنعاء ونحو 16 مدينة يمنية للإحتفاء بعيد الفطر المبارك 1432ه، بصورة تمزج مابين الحالة الثورية والمناسبة الدينية، والعادات الاجتماعية، خاصة بعد إعلان تلك الساحات، ميداناً جديداً تؤدى فيه لأول مرة صلاة العيد، فيما أعلن شباب إب عن تجهيز أكبر مائدة إفطار ليوم العيد بطول 1000 متر. ودعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية كافة أبناء الشعب اليمني لأداء صلاة عيد الفطر المبارك في ساحات التغيير وميادين الحرية. وأوضح مصدر مسئول في اللجنة إن أنشطة اجتماعية وثقافية وفنية ستشهدها أماكن أداء صلاة العيد وساحات الاعتصام طوال أيام العيد. وأكد المصدر اليوم الإثنين أن الأنشطة الثورية كالمسيرات والمظاهرات ستستمر خلال إجازة العيد الذي سيكون مختلفاً لهذا العام عن كل الأعياد التي عرفها اليمنيون، مضيفاً ان الشباب مرابطين في الساحات وكلهم صمود وإصرار وصبر وسيتم تصعيد أنشطتهم الثورية وفق البرنامج الذي دعا إليه المجلس الوطني لقوى الثورة. وذكر المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، إن الإستعدادات من قبل من وصفهم «بلاطجة النظام والقوات التابعة لبقايا النظام العائلي والذين يحتشدون ويوزعون الأسلحة والأموال في أماكن تجمعاتهم بالقرب من ساحة التغيير بصنعاء كمؤشر على رغبتهم لإقتحام الساحة، لم ولن تؤثر على الثوار وروحهم المعنوية».
واستدرك «بل إن هذه الإجراءات التي تضاعفت اليومين الماضيين زادت الثوار إصراراً على المرابطة والمواجهة بصدور عارية بإتجاه الحسم وإسقاط بقايا النظام». أبناء الشهداء من جهتها، تقيم المؤسسة الخيرية لرعاية أسر شهداء الثورة الشعبية بالتعاون مع إئتلافات ثورية نسائية بازاراً ترفيهياً لأبناء الشهداء خلال أيام العيد داخل ساحة التغيير. وأوضحت نائبة رئيس منسقية الثورة بالعاصمة صنعاء هدى الحمادي، إن المؤسسة بالتعاون مع إئتلافي التكامل والبناء وبلقيس اليمن، ستنظم فعاليات وأنشطة مختلفة طوال أيام العيد تبدأ من قبل الصلاة وحتى إنتهاء الإجازة وتشمل أنشطة ثقافية وإجتماعية وفنية متنوعة. وقالت إن يوم العيد سيخصص لأسر وأطفال شهداء الثورة السلمية وسيقام مهرجان فني وثقافي ومسابقات قبل الظهر في المنصة الرئيسية للساحة وسيتم توفير ألعاب للأطفال ليفرحوا بالعيد، وسيكون أول أيام العيد من نصيب أطفال الشهداء وأسرهم وبقية الأيام للآطفال الآخرين. وأضافت: «قبل ذلك نجهز 10 آلاف كيس يحتوي بطائق التهنئة بالعيد و(جعالة العيد)، وهي لفظة شعبية يمنية تطلق على الحلويات والكيك والزبيب، ستوزع على الذين سيؤدون صلاة العيد في ساحة الستين بالعاصمة صنعاء، وفي الوقت ذاته سيتم توزيع 5 ألف كيس أخرى على خيام المعتصمين»، المنصوبة في المنطقة المحيطة بجامعة صنعاء منذ منتصف فبراير الماضي. وأشارت الحمادي إلى أنشطة أخرى تقيمها المنسقية ومنها مسابقة للأطفال ستقام عصر ثاني يوم العيد، بالإضافة إلى مسابقة ومعرض صور للأعمال والمصورين (الصحفيين والتلفزيونيين والهواة) في الساحة وسيختتم هذا النشاط بحفل تكريم لأفضل الأعمال وأصحابها الفائزين الذين ستحددهم لجنة تحكيم متخصصة تأسست لهذا الغرض. مائدة إفطار عيدية وفي محافظة إب بدأت الإئتلافات الشبابية الثورية بالمدينة بالتجهيز لأكبر مائدة إفطار يوم العيد بطول 1000 متر ستكون في أطول شوارع المدينة، حيث ستقام صلاة العيد والأنشطة الثورية العيدية، وهو المكان ذاته الذي تقام فيه صلاة الجمعة منذ زاد عدد المؤيدين للثورة الذين ضاق بهم ماعُرف ب"ساحة خليج الحرية. وقال عضو اللجنة الإعلامية لشباب الثورة بإب مختار الرحبي ان مائدة الإفطار جاءت بمبادرة من جميع الإئتلافات الثورية بالمدينة وخصص للإئتلافات النسوية 250 متر والباقي للرجال، وسيتم قبل ذلك توزيع التمر على المصلين. وأشار الرحبي إلى أنه تزامناً مع طقوس (العيدية) الذي سيتبادل فيه المصلين السلام والتهاني بالعيد، ستقدم أناشيد ثورية، وستقام عدة فعاليات وأنشطة ستجمع بين الوضع الثوري وفرحة العيد كمناسبة دينية وإجتماعية. وذكر أن مائدة الإفطار التي ستكون الأولى بالمدينة وعلى مستوى اليمن من حيث الفكرة والمناسبة والحجم، ستحتوي أكلات شعبية خفيفة وحلويات العيد المعروفة باليمن مع الكعك والزبيب واللوز والفستق. وأكد الرحبي ان المائدة هي بمثابة رسالة من شباب الثورة إلى كل أبناء المحافظة واليمن عموماً بما فيهم أنصار الرئيس علي عبدالله صالح، «تعبيراً عن الحب والإخاء وسلمية الثورة ورفض الثوار الإنجرار للعنف»، وأشار إلى أن المائدة ستكون مفتوحة للجميع من المصلين أو من سيأتون بعد الصلاة بغض النظر عن تأييدهم للثورة أو رفضهم لها. أنشطة ثورية واجتماعية وبالقرب من إب، ستحتفي محافظة تعز على طريقتها وستجمع مابين خصوصيتها المحلية والثورية، وستحتضن ساحة الحرية أنشطة متنوعة طوال أيام العيد ثقافية وفنية وإجتماعية بالإضافة إلى المسيرات السلمية التي لن تتوقف رغم تصاعد حالة التوتر فيها منذ 5 أيام بين القوات الموالية لصالح والمسلحين المناصرين للثورة. وقال رئيس مجلس تكتل قوى الثورة بتعز ضياء الحق الأهدل، أن أبرز الأنشطة هو الحفل الإستعراضي الذي سيقام يوم العيد وسيشارك فيه كل مكونات الثورة وقواها كالأطباء والمهندسين والطلاب والمعلمين وغيرهم من المهن والشرائح. وبين انه بالإضافة لذلك ستقام أنشطة تعزز علاقات الثوار ببعضهم وتآخيهم، لكنه أشار إلى أنه من المقرر أن تقام صلاة العيد في عدد من مديريات المحافظة ضمن خطة التصعيد الثوري في كل أنحاء اليمن ولا يقتصر الأمر على المدن الرئيسية في المحافظات. وفي محافظة لحج القريبة من مدينة عدن جنوبي اليمن، قالت المصادر إن ساحة الحرية بمدينة كرش إنه ستقام بعد الصلاة حفلات شعبية ومسيرات ثورية سلمية. وعلى شاطيء البحر الأحمر، حيث تقع مدينة الحديدة (250كلم غربي صنعاء)، سيكون لعيد فطر هذا العام نكهة مختلفة، حيث ستحتضن حديقة الشعب صلاة وخطبتي العيد.
وقال الصحفي فتحي الطعامي إنه سيعقب الصلاة أداء طقوس العيد وتوزيع حلوى العيد وستقام أنشطة فنية وثقافية وإجتماعية طوال أيام العيد ستبدأ من عصر أول يوم.
وأشار إلى مأدبة غداء يستعد شباب الثورة لإقامتها في ذات المكان لاستضافة أنصار الثورة وستكون الأولى من نوعها في المحافظة.
دعوة لوقف الإقتتال الى ذلك، قدمت هيئة علماء اليمن التي ينضوي في إطارها العلماء المؤيدين للثورة بعد رفض صالح لمبادرة وساطتهم، التهاني لأبناء الشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر المبارك. ودعت الهيئة في بيان لها، مختلف أطراف الصراع في البلد إلى «وقف سفك دماء اليمنيين واستكمال التوقيع على المبادرة الخليجية والبدء الفوري لنقل السلطة» من الرئيس صالح لنائبه عبدربه منصور هادي. ويأتي هذا العيد في ظل ماتشهده اليمن من أحداث واحتجاجات للمطالبة بسقوط نظام الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ يوليو 1978م، مع توتر عسكري خاصة في العاصمة صنعاء وضواحيها ومدينة تعز، ما سيحرم الأسر اليمنية في مدينة يقطنها حوالي مليونين ونصف كصنعاء من ارتياد حدائق الالعاب وبالذات حديقتي السبعين والثورة اللتان تضمان أكبر مدن ألعاب للأطفال بالبلاد. وبسبب هذه الأوضاع تحولت المنطقة المحيطة بحديقة السبعين وحدائق أخرى محاذية لها إلى ثكنة عسكرية لقربها من دار الرئاسة ومعسكر الآمن المركزي، فيما تعرضت للتخريب والدمار حديقة الثورة الموجودة بمنطقة الحصبة شمال صنعاء، حيث دارت معارك طاحنة بين أنصار الشيخ صادق الأحمر شيخ قبائل حاشد المؤيد للثورة والقوات الموالية لصالح وأقاربه وخلفت مئات القتلى والجرحى في مايو الماضي. وبالإضافة لذلك، فإن المناطق القريبة لصنعاء التي كانت تخرج إليها الأسر خاصة حينما يكون العيد في فصل الصيف وموسم الأمطار كما هو الحال هذا العام، هي الأخرى صارت مناطق عسكرية تدور فيها مواجهات مسلحة بين قوات صالح وأنصاره وقوات الجيش المؤيدة للثورة ورجال القبائل خاصة في غرب صنعاء وشمالها وشرقها.