اتهم وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه السلطات السورية "بارتكاب جرائم ضد الإنسانية". وكان جوبيه يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو. وقال جوبيه إن سورية قد تواجه عقوبات إضافية إذا لم تغير سياستها، وأضاف أن "طريقة قمع النظام السوري للمظاهرات الشعبية غير مقبولة". وأعرب الوزير الفرنسي عن رغبته في موافقة روسيا على دعم ادانة للنظام السوري في مجلس الامن وهو الأمر الذي تعرقله موسكو منذ اشهر. وقال إن "على مجلس الأمن الدولي أن يوجه رسالة قوية إلى دمشق حتى يتوقف هذا القمع الوحشي". أما وزير الخارجية الروسي فأكد أن الأولوية لإجراء المفاوضات، وتابع "نحن نرى ان تحريض البعض من قوى المعارضة على مقاطعة هذا الحوار امر خطير يصب في تكرار السيناريو الليبي ، الأمر الذي لا تريده روسيا ولا فرنسا". وأوضح أن بلاده قدمت في مجلس الأمن "مشروع قرار يطالب جميع الاطراف بالكف عن استخدام العنف. ويدعو هذا المشروع "المسؤولين السوريين الى الدفع قدما بالاصلاحات التي اقرت حتى الان، والمعارضة الى عدم خوض مواجهة مسلحة والى ان لا ترفض الدعوات الى الحوار". وكان الاتحاد الأوروبي قد اتخذ قرارا بحظر استيراد النفط من سورية، وهو قرار انتقدته روسيا التي كانت تضغط باتجاه اجراء حوار سياسي. في هذه الاثناء قالت الجامعة العربية إن أمينها العام محمد العربي سيزور العاصمة السورية دمشق السبت. وأضاف البيان الصادر عن الجامعة ان قرار زيارة العربي قد اتخذ خلال مكالمة هاتفية بينه وبين وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وكان من المقرر أن يزور العربي سورية الأربعاء لكن الحكومة السورية أجلت الزيارة في اللحظة الأخيرة "بسبب ظروف خارجة عن إرادتها" كما ورد في تعليل قرار التأجيل. عملية موسعة في هذه الأثناء قال ناشطون سوريون إن قوات الجيش شنت عملية عسكرية موسعة صباح الأربعاء على مدينة حمص مدعومة بالدبابات ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 10 أشخاص وإصابة عشرين على الأقل مضيفا أن قوات الأمن استخدمت الرشاشات الثقيلة في محيط جامع خالد بن الوليد في حي الخالدية. وقال المرصد إن تعزيزات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وشاحنات محملة بالجنود وصلت إلى مشارف مدينة حمص قادمة من الرستن ومحيط تدمر. وأضاف الناشطون أن أصوات اطلاق الرصاص الكثيف سمعت في أحياء باب السباع وباب هود وباب تدمر، بينما انتشر القناصة بشكل كبير على اسطح الابنية العالية. وقال سكان من مدينة حمص ل بي بي سي وقبيل انقطاع الاتصال بهم إن أصوات إطلاق نار كثيف تسمع في وسط المدينة وأحيائها وأن المدينة تشهد إغلاقاً عاماً وحركة نزوح لسكانها. وأفاد سكان آخرون ل بي بي سي، من حي بستان الديوان ذي الغالبية المسيحية، أنهم شاهدوا أشخاصا مسلحين مجهولين دخلوا حيّهم هرباً من قوات الجيش والأمن. وقال هؤلاء السكان أن المسلحين يحملون أسلحة مختلفة. وقد انقطعت الاتصالات الخليوية والأرضية والانترنت عن المدينة بشكل كامل. وقال ناشطون في المدينة قبيل انقطاع هذه الاتصالات أن آليات ومدرعات دخلت المدينة وأن أوسع الاشتباكات تجري في الخالدية وباب تدمر وباب الدريب وباب السباع ومحيط مسجد خالد بن الوليد ووادي السايح والحميدية. وأن عمليات اعتقال ومداهمة تجري في العديد من الأحياء. وذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن بيان أصدره اتحاد أحياء مدينة حمص أنه تم قطع معظم خطوط الهواتف الارضية والمحمولة وخدمات الانترنت وأن الدبابات دخلت المدينة فجرا وبدأت في اطلاق النار بشكل مكثف وعشوائي على المنازل في باب تدمر والورشة وباب الدريب. وأضاف البيان أن القوات انتشرت أيضا في باب السباع وأنه سمع دوي انفجارين في حي الخضر. وكان عشرة أشخاص قد قتلوا الثلاثاء وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان.