1- عاصمتنا الرياض ! كنت عندما أشاهد رئيسنا السابق صدفة ًيستقبل المهنئين بالعيد أتساءل إذا ما كان سيتلقى جلسة تدليك ليديه. هذه المرة صدفة أيضا شاهدته من الرياض يستقبل"المتسعودين"! يهنئونه بالعيد.. مع الحفاظ على ملمس يديه, الكل يشيرون له برؤوسهم وهو من حين لآخر يحرك يده ليثبت عدم شللهما! هو لا يحرك رأسه كرد على تحياتهم الرأسية وعندما يسمعون أزلامه هذا سيعرضونه باليوم التالي يقوم بتمارين للرقبة في جلسة ما, أو مؤتمر ما، للشعب اليمني من عاصمتنا الرياض. لا زال يحسب نفسه رئيسا ربما الجناح الملكي يوحي له بذلك .. بغض النظر عن تصرفه غير اللائق تجاه المبادرة ومحاصرته لسفارة أختهم في مجلس التعاون !هذا كله مغفور، في سبيل الأراضي وميناء عدن ! ظهر رئيسنا بجميع المظاهر، بقي له أن يرتدي بزته العسكرية إيمانا منه بأنه فعلا ببلده الثاني ليهددنا للمرة الألف ونظل المغرر بهم للمرة الألف، وإنه سيعود للمرة الألف ! لا زال لم يتخلَ عن طبعه بكثرة الحديث، وبكل حديث هناك زلات لا تليق بشخص ما بالكم برئيس سابق ! في كل مرة يزيد خجلنا بأننا شعب تغرر به 33 عاما حين صعد مؤقتا وظل مؤبدا ، بقدرة الاغتيالات، والتحايل. هو يحكي الكثير للإعلاميين حيث كل إعلامي يستنبط من حديثه جبروته وتسلطه وقلة ثقافته, إلا الإعلامي التابع لقناة اليمن، يظل مقتنعا بأنه الرئيس المختار ! 2- الفانوس الثوري الكثير يخبرونا بأن مصر لم تتحسن، فعلينا إذا أن نستغني عن الثورة ونتخلى عنها، لأن مصر لم تتحسن والفقر، والجهل، والنعرات القبلية ، ! هل الثورة سحر ؟ في يوم وليلة ! تعود لمصر عافيتها بعد ورم سرطاني ! «ذي 30 سنة ؟» التعافي يأخذ فترته، دعوا مصر تتعافى، فاذكر ما قال الفنان محمد صبحي، «مش عايزين نرجع الفلوس اللي اتسرقت نحن عايزين كفاية سرقة للحظة دي، وما نتسرقش كمان !» حتى تتعافي اليمن من مصائبها تدريجيا فالثورة ليس لديها فانوس سحري، يملك جني سليمان الذي احضر عرش بلقيس قبل أن يرتد إليه طرفه ! حتى جنى سليمان لن يعافي اليمن بهذه السرعة، سيعجز عن كمية الفساد المتراكمة والجهل، والجرعات المتسارعة، والتلاعب بالوظائف، والحكم ظلما والتزوير بالدوائر الحكومية وابن المسؤول وابن الشيخ وسلطتهم وأزلامهم فكل هذا والكثير لن يختفي بأول يوم بعد تخلصنا من النظام نهائيا. الثورة أساسا ليست حكرا على شباب الساحات، لأنها في كل منزل يمني وبكل شارع وبكل مؤسسة ! فلا تنتظروا شباب الثورة وكأن لديهم فانوسا أو ملاكا أو جنيا يصنع المعجزات فالشباب هم الشعلة وهم «طوبه»، وكل يمني سواء كان مع الثورة وضدها «طوبه» في اليمن الجديد ! لنقل بأن أكبر سبب الآن وأوضح سبب لإشعال الثورة بأن اليمن «حق علي» ظهرت جليا فالإنسان يظهر على حقيقته في الأيام الصعبة وفي حالة الغضب، وهاهي منطفئة، فاقدة للطاقة، فاقدة للقوت، تتجه نحو التهيكل، هذا كله أوراق «علي» المستخدمة "المعتادة" تجلت على سطح الطاولة/ الوطن بعد أن كانت أسفله! 3- شبه نحيا - شبه نموت ! هنالك حياة مكرهة على وطن جديد، وإن كان وطنك القديم رثا تهتكه نسمة وتغتابه بأفكارك وتنم عنه بالصحف، كي تنبعث به الأصوات الحية. فتموت أنت أولا ثم وطنك، نغيب عنه ونعض على قلوبنا فاغرين نحو الفرح، ولو أراد الفرح أن يأتي لآتاك وإن كنت في مؤخرة الوطن !