شهدت مدينة عدن مساء اليوم الاثنين مسيرة حاشدة هي الأكبر منذ أشهر لإحياء الذكرى التاسعة والأربعين لاندلاع ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالنظام الإمامي في شمال اليمن، وبقرب موعد الذكرى الثامنة والأربعين لثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب. وكانت عدن منطلقاً لأبرز قادة الأحرار في الحركة الشمالية ومنهم محمد محمود الزبيري وأحمد النعمان الذين لجئوا إلى عدن إبان الاستعمار البريطاني للجنوب ويمارسوا نشاطهم السياسي ضد نظام الإمامين يحيى حميد الدين ونجله أحمد من بعده. وتجمع المشاركون مساء اليوم بجانب مركز عدن التجاري (عدن مول) ثم انطلقوا في مسيرة باتجاه مدينة كريتر وجابوا شوارعها قبل أن تستقر المظاهرة الحاشدة في ساحة الحرية. وردد المتظاهرون هتافات تندد بنظام الرئيس علي عبدالله صالح وتتوعد بإسقاطه وتتضامن مع أسر الشهداء الذين سقطوا خلال الأسبوع الماضي الدامي برصاص القوات الموالية لصالح والتي كان حصيلتها أكثر من مائة شهيد ومئات الجرحى. ومن الهتافات «لا حمام ولا زيتون.. صالح أجرم من شارون»، و«الرباط الرباط ما في يأس ولا إحباط» و«صعب صعب صعب.. أسرة تهزم شعب». ورفع المشاركون بكثافة الأعلام الوطنية وربطوها في رؤوسهم، في حين نقشت النساء المشاركات عبارات التضامن مع شهداء الثورة في صنعاء، وبعض النساء كتبن على كفوفهن (26سبتمبر)، ومشاركات من أبين حملن لافتات تقول (نساء أبين أمهات وأخوات وبنات الشهداء وفيات لأهداف الثورة)، إضافة إلى لافتات كتب عليها عبارات التنديد بنظام صالح وأبنائه ووصفوهم ب«القتلة» باعتبارهم مسؤولين عن أعمال القتل بحق المتظاهرين السلميين. رفعت أيضا صور الشهداء، ولوحظ انتشار صور الرضيع أنس السعيدي الذي لقي حتفه برصاص قناصة يوم الاثنين الماضي في صنعاء، ومكتوب تحتها عبارة «يسقط قتلة الأطفال». وأقيم مساء يوم الاثنين الاحتفال الكرنفالي بمناسبة أعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في ساحة الحرية بكريتر حضره الآلاف من أبناء عدن وعدد من أبناء محافظة أبين المجاورة. وألقيت في المهرجان عدد من الكلمات للشخصيات والنشطاء، كما أحيا مطرب عدن محمود كارم الحفل بوصلات غنائية ثورية.