تحذير : حفاظاً على صحة القراء، لا ينصح بقراءة هذا المقال إلا بعد استخدام أية أدوية ضد «التسمم». لحوم العلماء مسمومة، وبياناتهم، والمقالات التي تكتب عنهم. *** قال النظام إنه جمع 500 من رجال الدين، مثلما جمع سابقاً في أولمبياد المشائخ بمدينة الثورة، ويجمع في ميدان السبعين. يقول أهل صنعاء عند مشاهدة أي تجمع لأشخاص: «اجمعهم على خير»، لكن الوضع يختلف مع جموع الرئيس. دائما يجمعهم على شر. جماعة من الممثلين، حضروا لإصدار «درزن» فتاوى، هدفها حماية عصابة، وذبح شعب. باعوا الدين، من أجل الحفاظ على «البيعة» المسمومة. يعتقد النظام أن مسرحية هزلية بائسة كتلك ستنجح في التحايل على الشعب باسم كتاب الله، وبث الذعر في قلوب شباب الساحات، لكنه يخفق، فاجتماعاتهم، يعرفها الصغير والأصغر: مؤامرات مكتملة. ما الذي استفادوه؟ أعلنوا شهادة وفاتهم، ورفعوا من أسعار «البيعة» في أسواق الخضار فقط. امتنع المزارعون عن بيعها منذ صدور فتوى تحثهم ب «الحفاظ عليها»!! في هذا البلد، توقعنا كل شيء، إلا أن يصبح الدين مهنه. لم يجنِ أصحاب العمائم شيئاً، سوى أنهم أصبحوا غرماء جدداً لليمن الجديد، بجانب القتلة السابقين الذين يسفكون دماء الناس ليل نهار. أحدث ما كشفته لنا فتاوى العلماء الأخيرة، هو أن عبده الجندي عالم، وسلطان البركاني، واليماني، والصوفي، علماء أفاضل، لا يختلفون عن بعضهم بشيء. جميعهم تجار, المال الرخيص من يجمعهم، وشرب الدم. في غمضة عين، اكتشفنا أن اليمن يمتلك احتياطياً هائلاً من العلماء، ومخزون فتاوى لن ينضب. حتى صديقي «صاحب عربية البطاط» يُصّر حاليا أنه عالم، ويقول أنه «سيألّب» – سيُجّمع– قيمة عمامة فاخرة خلال شهر، حتى تكتمل الشروط لديه. جعل العلماء من أنفسهم عرضة للتندر عند الناس بسبب صالح. أصحاب المطاعم قاموا برفع لائحة أسعار جديد تحتوي أصناف من الفتاوى: «فتوى تمر»، «فتوى موز»، «فتوى عسل»، «فتوى مرق». وقسم ل «الفتوى السفري». الأمهات بدأن يصرفن «فتاوى» لأطفالهن بدل مصروف المدرسة. وشركات الهاتف ربما تتحفنا برسائل مضمونها (أرسل كلمة فتاوى إلى الرقم 777 ب50 ريالاً فقط). الظريف أن تلك الفتاوى، تذكّر كل ما يقوله اجتماع اللجنة الأمنية العليا واللجنة العامة للمؤتمر من «ضرورة ملاحقة مرتكبي حادث النهدين»، وحرمة التشكيك في النوايا والمقاصد، وتناست رفع المتظاهرين صور جيفارا. أليس ملحداً في نظرهم، ومن واجب الشرع محاربته؟ فاتتهم فتاوى كثيرة، ومؤكد أنهم سيتداركونها في قادم الأيام، خاصة وأن الأخ الرئيس قد وجههم ب «تفعيل دورهم في المحافظات». الرجل يتعامل مع الجمعية كمغنم، «كاك بنك» آخر, ولا بد من فروع له في المحافظات والمديريات! ذهب إلى الرياض لعلاج حروق من الدرجة الأولى، فعاد إلينا ب «الهيئة»، وجهل من الدرجة 2 تحت الصفر. هل كان يُعالج في عيادة مشعوذين؟ كان عليه أن يعي جيداً قبل جلب الأفكار الحجرية هذه أن الثورة لم تقم ضد شخصه فقط، بل ضد الغباء. يحتفي النظام بالنصر الديني الساحق من قبل «منتخب مُعمم»، وتتباهى وسائل إعلامه بنشر بيانات مؤيدة لبيان مؤتمر الغرماء، كما فعل مع مؤتمر القبائل اليمنية، لكن الغريب أنهم حتى اللحظة لم يعلنوا عن تشكيل «اللجنة التحضيرية للعلماء» كما فعلوا للقبائل. كيف يرضى ورثة الأنبياء أن يكون مشائخ حاشد أرفع منهم شأناً في نظر صالح؟ *** مبارك لصالح علماء من شاكلة «العميسي والقليصي»، جعلوا منه نبياً، ويحمل صفات المبشرين بالجنة. لكننا نريد من فضيلة الأخ الرئيس أن يتكرم بتحديد برنامج مباشر في إذاعة صنعاء، يستضيف عصر كل يوم أحد العلماء الأجلاء للرد على استفساراتنا، وتزويد الشعب بعلمهم، فبدونهم نحن عميان، لا نبصر أقدامنا، ولي سؤال: ما حكم من سهر الليل ونام النهار؟، وما هو حكم المظاهرات تحت المطر، هل حرام، أم مكروه؟