لم يستطع حزب «المتآمر على الأمل الشعبي العام» أن يدفن رأسه بالتراب، وهو يشاهد كل هذه الحفاوة المحلية والإقليمية والدولية، التي جاءت إثر فوز الأخت توكل كرمان بجائزة نوبل... للسلام!. ولكي يتفادى الإحراج، خرج هذا الحزب ببيان هزيل، رحب فيه بقرار لجنة الجائزة، لكن، ولأن الطبع قد غلب التطبع، فإن البيان لم ينسَ أن يجيّر إنجاز هذه المواطنة اليمنية الرائعة، ليدخله كالعادة في حساب «رجل السلام، والمساند القوي لنضال المرأة، وصاحب المواقف الوطنية والقومية والإنسانية النبيلة، الرئيس علي عبدالله صالح»، بحسب وصف... البيان!!. ولأن هذا النظام المتهالك لم يهتم يوماً بشعبه، أو بإنجازات مواطنيه، كما لم يعمل على استغلال طاقاتهم وقدراتهم سوى بالحروب والصراعات، فقد ألحق بيانه هذا بحملة حاقدة وغبية، وبنفس أساليبه العقيمة المعروفة، وراح ينشر مقالات وتعليقات هنا وهناك، بعضها وصل إلى حد اتهام توكل بالعمالة، وبتنفيذ أهداف... مشبوهة!!. ليس هذا فقط، بل بلغت السفاهة بأحد «رجالات» النظام، والمتحدثين بلسانه، إلى حد التساؤل عن المعايير التي تم بناءً عليها منح الجائزة لابنة بلده، بدلاً من التعبير عن فخره واعتزازه بالمكانة العالمية التي بلغتها، لكن ماذا عسانا أن نقول عن الحماقة، التي أعيت من... يداويها!. إذا كانت توكل التي رفعت رؤوسنا عالياً عميلة، فما هو إذاً التصنيف «الائتماني» لعلي عبدالله صالح، الذي يتباهى اليوم بالاحتماء بالخارج، ولم يتبقى له من «الكروت» غير تذكير الأمريكيين بأنه «صاحبهم» المطيع، الذي طالما ساعدهم مقابل مكسب وحيد ليس إلاّ، يتمثل في ضمان بقائه على كرسي... الحكم؟!. أما الأخ «الذكي» الذي تساءل عن المعايير، ألم يسأل نفسه قبل ذلك عن المعايير التي أوصلته هو إلى تقلد منصبه دون وجه حق، وفي بلد عظيم كاليمن، بل هل يجرؤ أساساً على الحديث عن المعايير التي أوصلت صالح إلى الحكم، وجعلته يتحكم بمصائر وآمال وطموحات اليمنيين لأكثر من ثلث... قرن!!.
نقطة أخيرة: في يوم واحد، رفعت ساحات الثورة شعار الوفاء لذكرى الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، ومن السويد كانت لجنة جائزة نوبل تعلن للعالم فوز ابنة اليمن توكل كرمان بهذه الجائزة المرموقة. إنه مستقبل يمني جديد مختلف يتشكل أمامنا اليوم، فلا تقلقوا، واستبشروا... خيراً!!.