في منتصف فبراير 2011م كان مولد الثورة اليمنية الرائعة والتي كانت امتداداً لجهود المخلصين لهذا الوطن الحبيب . فما من يوم يمر من عمر هذه الثورة إلا وينقشع جزء من غبار الظلم والفساد الذي ملأ كل أركان ومفاصل الدولة ولكن شعبنا اليمني العظيم اليوم يقف أمام مكاسب كبيرة وجمة لم تكن في الحسبان إذ أن الهدف الرئيس كان إسقاط النظام واستبداله بآخر يقوم على العدل والمساواة واحترام الحقوق والحريات وسيادة القانون غير أن الثورة أظهرت مكاسب أخرى فكانت هذه وتلك ولعلنا نقف على بعض المكاسب وهي كثيرة جدا لكننا سنقتصر على بعضها وهي الأهم من وجهة نظري.
المكسب الأول :السقوط المدوي للصنم السلطوي الذي جثى على قلوب اليمنيين طيلة أكثر من 30 عام ولم يعد الناس يفكروا بشيء من التغيير أو من هذا القبيل فكانت الثورة بارقة أمل ومصدر إلهام لليمنيين قاطبة للإيمان بضرورة التغيير ولو كان هذا التغيير ممهوراً بدماء زكية وتضحيات كبيرة.
المكسب الثاني : إن الأقنعة التي كان يضعها البعض على وجوههم ويتغنون بحب الوطن وينشدون الوطنية انكشفت نواياهم وبدت سوءتهم وكما يقال ( عرفنا الذي بكى ممن تباكى ) وأنا حتما أقصد بقايا النظام الذين مازالوا متمسكين بالشرعية الزائفة أما الأحرار من أبناء هذا الشعب الكريم قد أعلنوا براءتهم منذ انطلاق أول شرارة للثورة المجيدة ومثل هؤلاء (أصحاب الأقنعة ) سيلعنهم التاريخ والتاريخ لا يرحم أحد أليس هذا مكسب عظيم للثورة اليمنية ؟
المكسب الثالث: إن الثورة اليمنية فجرت الطاقات الشبابية الكامنة وأظهرت الكوادر المؤهلة في شتى نواحي الحياة السياسية والإعلامية والخدمية والصحية ..... الخ والتي هُضمت قبلا.
المكسب الرابع :استطاعت الثورة اليمنية بفضل الله أن تلغي كل الثارات القبلية والعادات العصبية من خلال توحيد المطلب والرؤية واستطاعت أن تُفهم الناس أن هناك خطراً واحداً يهدد كل أطياف المجتمع الخطر الذي اعتاد أن يبث الفُرقة بين أبناء هذا الشعب الكريم ليكون المرجعية الذي يحتمي فيه طرف على حساب آخر .
المكسب الخامس: أليس مكسباً عظيماً أن ترى الأجيال الصاعدة قد رضعت الحرية واستنشقت هواء العزة والكرامة واغتسل قلبها بضرورة التغيير وشهدت هذا التحول الجذري في مجتمع كان يمجد الحاكم ويشخصن الوطن فصارت لغة العصر في بلدنا الحبيب فما من بقاء للظالم ولا للفاسد أياً كان وهذا مؤشر إيجابي جنيناه من وراء الثورة اليمنية.
المكسب السادس: من خلال الثورة اليمنية عرف شعبنا الكريم أن إعلامنا الرسمي طيلة هذه العقود لم يكن سوى بوقاً يردد ترهات الحاكم ويولي الحاكم فقط اهتماماً بالغاً متناسياً بذلك الشعب بأكمله ولم يدرك الناس أن إعلامنا مفلساً وليس لديه ما يقدمه للمشاهد الكريم وللشعب سوى الأكاذيب وزرع الفتن إلا بعد أن تفجرت ثورة الشباب السلمية.
المكسب السابع: على الصعيد الخارجي استطاع شعبنا الكريم أن يشخص وبدقة متناهية محبي بلد السعيدة وأبناء السعيدة ممن يكرهون للسعيدة أن تعيش آمنة يسودها الرخاء والحرية سواء أكانوا أشقاء أو أصدقاء.
المكسب الثامن: على الصعيد الخارجي أيضاً استطاعت الثورة أن توصل اسم اليمن إلى كل بقاع الأرض بعد أن كان الكثيرين لا يعلمون سوى اسمها على خريطة العالم وكان هذا الاسم مقترناً بحدث جلل ألا وهو ثورة الشعب اليمني.
المكسب التاسع: حصول الشعب اليمني على جائزة نوبل للسلام واعتراف دولي واسع بأن اليمن ليس ملاذا آمنا للإرهابيين كما لوح بذلك الحاكم واستطاعت الثورة اليمنية أن تطهر وجه اليمن من السمعة الممقوتة التي اجتهد الحاكم أن يلصقها بهذا الشعب العظيم ليحافظ بذلك على بقائه على حساب سمعة الشعب الكريم فكم سمعنا منه بأن هذا الشعب (إرهابي، قبلي، مسلح، متعصب، قنبلة موقوته .. الخ ) لكن ما إن تفجرت الثورة إلا وعرف العالم بأكمله أكذوبات النظام وانقلب السحر على الساحر .
المكسب العاشر: أظهرت الثورة للعالم مدى احترام اليمنيين للحقوق الإنسانية ولاسيما المرأة التي ارتسمت صورة غير صحيحة عن أن المرأة مهضومة في المجتمع اليمني وهاهي اليوم تشارك الرجل بالثورة .. والقادم أفضل بإذن الله .
ولا أشك بأن هناك الكثير والكثير من المكاسب والتي لم أتطرق لها في هذا المقام وستكشف الأيام مكاسب أخرى لم تكن على الحسبان كذلك .