انطلق الآلاف من شباب الثورة المطالبين بإسقاط النظام صباح اليوم الثلاثاء في مسيرة خارج حدود ساحة التغيير، والمناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية للثورة. واتجهت إحدى المسيرات باتجاه شارع القاع الذي يعد أخطر المناطق التي يتمركز فيها مسلحون موالون للرئيس صالح وقواته الأمنية ويواجهون المتظاهرين بالرصاص الحي ووسائل قتل أخرى. وعلى إيقاع حناجر الشباب الذين كانوا يهتفون بالسلمية وإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عام، تفاجأ المحتجون بإطلاق نار كثيف ومباشر من قبل قوات الأمن المركزي على مؤخرة المسيرة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وعلى مقربة من المكان أطلق العشرات من البلاطجة المسلحون المنتشرون في حديقة العلفي النار بشكل عشوائي على المحتجين رافقها إطلاق كثيف للغازات من قبل قوات الأمن المركزي. وقال محتجون ل«المصدر أونلاين» ان العشرات من الشباب سقطوا برصاص وغازات قوات الأمن ، ولم يتمكنوا من إسعافهم، وقام جنود ومسلحون باختطافهم ورميهم على متن ناقلات بصورة وصفوها ب«البشعة». وتحدث مشاركون في المسيرة عن اعتقال العشرات من المصابين بالرصاص والغاز، إضافة إلى جرحى تعرضوا للطعن المباشر بالسلاح الأبيض «الجنابي» والسكاكين، بينما أشار المحامي والناشط الحقوقي في منظمة هود عبدالرحمن برمان إلى اعتقال أكثر من 300 شخص بينهم جثث لمتظاهرين سقطوا برصاص الأمن والبلاطجة. وقال المحامي برمان في حديث ل«المصدر أونلاين» إن أكثر من 300 متظاهر اختطفوا من قبل قوات الأمن المركزي، بينهم 6 شهداء وعشرات المصابين. وشهدت المسيرة تطور لافت، حيث اعتقلت قوات الأمن 8 محتجات طبقاً للمحامي برمان، بينما قال مصدر طبي ل«المصدر أونلاين» ان امرأة أصيبت بالرصاص الحي ونقلت إلى المستشفى الميداني، وهي في حالة حرجة. وأضاف برمان «وصلتنا معلومات عن نقل المختطفات ال8 من منزل ضابط كبير في الحرس الجمهوري إلى قسم العلفي، وقام حقوقيين بالذهاب للقسم الذين بدورهم نفوا وجودهن لديهم، كما نفت كثير من أقسام الشرطة ذلك»، مطالباً السلطات بالكشف عن مكان تواجد المختطفات وسرعة الإفراج عنهن. وأشار برمان إلى أن المخطوفين نقلوا إلى معسكر الأمن المركزي، لافتاً إلى أنه أفرج عن طفل مصاب في الرابعة عشر من عمره. وتحدث شهود عيان ل«المصدر أونلاين»عن المجزرة التي ارتكبت صباح اليوم في باب القاع وشارك فيها المئات من جنود الأمن المركزي وعشرات البلاطجة. وقال الشهود أن العشرات من المحتجين فروا إلى الأحياء خشية من الرصاص الذي انهال عليهم، لكن مسلحين آخرين كانوا في تلك الأحياء يحملون سكاكين وآلات حادة انهالوا عليهم بالطعن والضرب بالهراوات.
وأضاف شاهد إن المسلحين يوجهون اتهامات أيضاً للمتطاهرين، وقال «كانوا يقولون لنا أنتم تشربون عصير الزنداني ومخدرات وتخرجون مع الإصلاحيين المخربين مثل الحمير، انتم عملاء اليهود وتشتوا تخربوا الوطن». وتحدث مسعفون عن منع قوات الأمن المركزي سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان، وهددوا بقتل سائق السيارة إن أصر على المرور.
وبحسب المستشفى الميداني فإن حصيلة مجزرة اليوم الثلاثاء بلغت 6 شهداء بينهم رجلين مسنين، و99 مصاب بالرصاص الحي و53 بالطعن بالجنابي والسكاكين، والمئات بالغازات.
مقاطع فيديو تظهر جنود الأمن المركزي يطلقون الرصاص من أسلحة رشاشة نحو المتظاهرين السلميين، وأخرى لشهادات تؤكد اختطاف متظاهرين واخفائهم: