يجب أن يعير كل دكتاتور في الشرق الأوسط اهتمامه جيدا إلى ما آل إليه مصير الزعيم الليبي معمر القذافي. هذا ما عبر عنه يوم الخميس ناشطين سياسيين معارضين في كل من سوريا واليمن حيث تناقلت الأخبار حول العالم مقتل القذافي. ويقول الناشط السوري المعارض، عمر المقداد، من منفاه في تركيا «هذا درس لكل الأنظمة الدكتاتورية. إن كل من يقتل شعبه، حتما سينتهي به المطاف تحت أقدام الشعب» وأضاف قائلا «إننا في المجلس الوطني السوري المعارض نهنئ الشعب الليبي، الذي استطاع التخلص من الدكتاتور سيء الصيت، معمر القذافي. وسيعطي ذلك دفعة للجهود التي تبذل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. انه سيواجه ذات المصير في حالة سقوطه» وكانت الأخبار الواردة عن مقتل القذافي، قد رفعت من آمال وتطلعات مناهضي الرئيس اليمني الذي حكم طويلا. وتقول المدونة اليمنية، أفراح ناصر، قبل أن يؤكد المجلس الوطني الانتقالي خبر مقتل القذافي «سواء قتل أم لم يقتل، أتمنى أن يكون صالح متابعا الأخبار عن كثب» وقالت إنها تأمل أن تحصل المعارضة اليمنية على الدعم الدولي...إن لم يكن عند الضرورة تدخل عسكري كالذي قدمه الناتو للثوار الليبيين. وقد قالت أفراح من مقر إقامتها في السويد، التي فرت إليها بعد تلقيها تهديدات في اليمن «إن الدعم الذي نحتاجه هو ان تفرض عقوبات على صالح، وان يقاطع نظامه ويتم الاعتراف بالمجلس الوطني» ويقول محمد أبو لحوم، رئيس تنظيم العدالة والبناء المعارض «أتمنى أن يستفيد علي عبدالله صالح و نظامه من درس ما حدث للقذافي وحكومته. يجب أن يفهم صالح أن السيناريو الوحيد المتبقي له غير التنحي، هو ما حدث للقذافي» ويقول الخبير الإقليمي ديفيد هارتويل إنه يتفق مع الرأي القائل أن مقتل القذافي قد يكون له تأثير مموج على المنطقة، وان ينشر الربيع العربي بالطريقة التي كان عليها. وأضاف «اعتقد أن ما شهدناه سابقا في تونس، كان له تأثير على تعزيز دور المعارضة في مصر. وكان لذلك تأثير مموج على كل من اليمن و ليبيا أيضا» وقال إن اليمن اقرب إلى تغيير النظام عما هو الحال في سوريا. ويقول هارتويل، وهو كبير المحللين في شئون الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، لدى أي إتس أس جلوبال إنسايت «وعلى كل فإن صالح يتجه نحو الباب. وما حدث يعتبر بمثابة تأثير دفعه من خلال الباب» وأضاف «بإمكان السوريين أن يروا الآن إن الليبيين قد تمكنوا من التخلص من دكتاتور كان راسخا تماما. ولكننا لم نصل بعد إلى تلك النقطة، بالرغم من الانشقاقات التي يشهدها الجيش. هناك عوامل محلية في سوريا تجعل الأمر أكثر صعوبة في أن يمتد إليهم تأثير ما يحدث. فالطبقات الوسطى في سوريا لم ترمي بثقلها بعد إلى صف المعارضة. وسيستمر الوضع كما هو عليه في المستقبل المنظور. وإذا ابتعدنا قليلا من الدول التي تعيش اليوم اضطرابات داخلية، سنرى أن هناك فرص للتغيير بانتظار الشرق الأوسط في الأعوام القليلة القادمة. وقد نرى بعض الاضطرابات في بعض الدول في الأعوام القادمة. ويضيف «لقد تم ترحيل الحالة البحرينية ولم يتم حلها... وإيران، عندما تجرى الانتخابات الرئاسية بعد عامين. ولكن في هذه اللحظة يبقى التركيز على سوريا واليمن.